قبل أيام قليلة مضت أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تنظيمات للحد من حوادث المعلمات ممن تم تعيينهن في مناطق نائية، وما إن طالعت تلك التنظيمات حتى استرجعت تلك المقالة التي كتبتها قبل عشر سنوات في صحيفة الجزيرة بعنوان (مقترحات للحد من حوادث المعلمات) في عددها رقم 11939 وبتاريخ 1426-4-29 هـ، والتي طرحت فيها مقترحات عدة للحد من تلك الحوادث المميتة التي راحت ضحيتها معلمات لم يكن لهن ذنب سوى أنه تم تعيينهن في مناطق نائية، وكان من بين تلك المقترحات التي طرحتها ضرورة تأخير حضور المعلمات لمدارسهن من خلال إعفائهن من حضور الطابور الصباحي والحصة الأولى وإعفائهن من حضور بعض أيام الأسبوع وهما المقترحان اللذان أعلنت الوزارة عن نيتها في تطبيقهما مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي للحد من حوادث المعلمات.
وبقدر ما أسعدني تطبيق تلك المقترحات -وإن كانت بعد عشر سنوات من اقتراحها- بقدر ما أحزنني واقع بعض قطاعاتنا الحكومية والتي لا تهتم بما يطرح في صحافتنا المحلية وما يكتبه الكتاب الصحافيون السعوديون والذين يطرحون العديد من القضايا الاجتماعية ومنهم من يطرح فكرة مفيدة أو مقترحاً لحل مشكلة ما.
حوادث المعلمات قد تجعلنا ننظر في واقع تلك القرى والهجر النائية ذات المساحة الصغيرة عدد السكان القليل والمنتشرة بكثرة في بلادنا والتي يحتاج كل منها إلى مدارس وخدمات حكومية قد يصعب إيصالها لتلك القرى والهجر بسبب بيئتها الجغرافية أو بعدها عن المدن الرئيسة، وهنا أليس من الأفضل نقل بعضها وضم البعض الآخر بما يضمن راحة المواطن وتقديم خدمات حكومية أفضل وتسهيل عملية التنمية.
فايز بن ظاهر الشراري - رئيس اللجنة الثقافية في محافظة طبرجل - نادي الجوف الأدبي الثقافي