لم تزل بلادنا، تشهد إرهاباً، من فئتين ضالتين، لم تأتيا من خارج حدود الوطن، بل رضعتا، ونبت لحمهما، وشحمهما، من خيرات هذا الوطن ، ولا أريد تكرار ما سبق أن طرحته، وخاصة ما تناوله مقالي بهذه الجريدة (سنة وشيعة..نحن في قارب واحد) فمعناه في بطن مبناه، لكن هذه المرّة، سأحصر مقالي في بوتقة، المثقفين عامة، ودورهم في مكافحة الفكر الضال، وسأضيّق الدائرة في الحديث، لنتناول المثقفين منهم في المنطقة الشرقية، وبالذات مع مثقفي القطيف. المنطقة الشرقية، تعد واحدة من أهم مناطق الوطن، بما يحويه باطن أرضها، من خيرات، خصّها الله بها، مما جعل أنظار الحاقدين، تتجه لفئة سكانية على أرضها، تحاول غسل أدمغة بعض أبنائها، وتسخيرهم، ليكونوا أدوات لها من أجل التخريب وزعزعة أمن البلاد، خدمة لأجنداتها، مرّ بنا، بضع سنين، والحالة في بلدة (العوامية) بالذات، لم تهدأ، قد تشكل خطراً على أمن الوطن برمته، كلما ظننا في أهلها والعقلاء فيها، خيراً، كلما رأينا من أبنائها وللأسف، من يميل للعنف بأشكاله المرفوضة، نعم الدولة لم تزل تتعامل مع هكذا تطرف، بحلم، وحكمة بالغة الهدوء، تعامل، يغلب عليه الصبر، من منطلق إتاحة الفرصة للعودة إلى جادة الصواب، لكن الحكمة الحكيمة تقول (اتق شر الحليم إذا غضب (بيت القصيد) في هذا المقال، هو ما عجزت عن تفسيره، فمثقفي محافظة القطيف بشكل عام، لم نلحظ لهم أثرا، في عملية الإنكار على (المخربين والإرهابيين والضالين) في محيطهم، بل رأيتُ من المحسوبين عليهم، من يحاول في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) نشر الفتنة، وتأليب هؤلاء الضّلال على رجال الأمن، وبلغ به التأليب، أن منح الشهادة لمن يلقى مصيره وهو في مواجهة مع رجال الأمن. المنطقة الشرقية، تزخر بعدد كبير من المثقفين المتميزين، سواء كانوا سنة أو شيعة، لكن منهم، من هو، كأني به، وقف متفرجاً، والقلّة، وقفت بجانب هذه الفئة الضالة، والمحصلة، لم أر منهم من نجح في رفض جرائم (العوامية) بالذات ونقدها، وهي التي باتت واضحة الهدف، ولم تعد خافية . المنطقة الشرقية بصفة عامة، زاخرة بالمناشط والفعاليات الثقافية والأدبية، لم نشاهد، ولم نسمع، أي فعالية أو تظاهرة ثقافية، تنكر على هؤلاء المتطرفين، الخارجين على النظام خطواتهم المخلة في الأمن، وتوضح لهم خطورة أفكارهم المتطرفة وأفعالهم القبيحة، المصادمة للدين والمواطنة، وإنك لتعتب على من حُسب على المثقفين منهم وقدنال الثقة، ولم تر له دوراً إيجابياً، مع هؤلاء الضّلال، من خلال التواصل مع أولياء أمورهم في العوامية، وتقديم النصح لهم، لردع أبنائهم، بل ظل دوره سلبياً في هذه الجزئية بالذات، من خلال صمته، وهو المثقف الحاضر في كثير من المشاهد الثقافية والإعلامية، لا شك أننا نتمنى من جميع مثقفي المنطقة الشرقية دون استثناء، سنة وشيعة، وخاصة مثقفي القطيف، وخاصة الخاصة مثقفي العوامية، أن يهبّوا هبّة رجل واحد، ويعلنوها حرباً ثقافية على كل خارج على أنظمة الدولة، يريد ضرب الوطن في خاصرته، سواء كان شيعياً أو سنياً، هو من أبناء الوطن، فالوطن للجميع، ليس بمواطن، من يتخابر ضده أو يتهاون في الدفاع عن حياضه، بقي القول، الثقافة لها دورها الفاعل والمؤثر في تشكيل العقول، وتوجيه الرأي العام، ومن هذا المنطلق، لا بد من المثقفين عامة، أن يعوا دورهم الإيجابي في توعية الشباب، وكلنا ثقة فيهم، ونتمنى على الأندية الأدبية بالمنطقة الشرقية وفي غيرها، الاضطلاع بهذا الدور من بوابتها، وتكريس مفهوم المواطنة الصادقة، والحفاظ عليها، ومتطلباتها، فالتقصير في التوعية بمخاطر هذا الفكر المتطرف، متنوع الاتجاه، كأني به، عند بعض المثقفين والإعلاميين، ذوي الثقل والعطاء المعرفي المؤثر، وعند بعض المنابر، والنوافذ، الثقافية، والإعلامية، المتنوعة ، بقي القول، عملية التوعية، بأضرار التطرف، وخطره على الأمن الفكري المجتمعي، بشكل خاص، وعلى الوطن، بشكل عام، ملحة، وإن كانت مسئوليتها، تقع على عاتق، العلماء، والمفكرين، والأدباء، والإعلاميين، كفروض كفاية، إلا أنها، تقع على عاتق المثقفين، فرض عين، ولابد، والحالة تلك، من وجود، حراك ثقافي، واسع وكبير، يُعنى في هذا الجانب، من كافة زواياه، حفاظاً على الوطن، ومكتسباته...ودمتم بخير.