بدأ العد التنازلي لختام موعد الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية تحت شعار «وطننا أمانة» التي أطلقتها إمارة منطقة الرياض يوم الثلاثاء 10 جمادى الأولى 1435هـ خلال احتفائية التدشين بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض سابقا رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حالياً المشرف العام على الحملة، وتعد من أهم الحملات التي عقدت في المملكة خلال السنوات الماضية، وخاصة أن شعارها يحمل مرتكزاً يلح علينا الإصرار على العمل الجاد والنهوض بالوطن وتحقيق مصالحه والحرص على وحدته والالتفاف حول قيادته لتحقيق تماسك المجتمع ونجاحه وتفويت الفرصة على أعدائه الذين يتربصون به. لاسيما ونحن نرى ساحات المعترك الحياتي الذي يعيشه العالم ويصول ويجول في خضمه من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله.
ومثلت الحملة تظاهرة وطنية كبيرة شارك فيها مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية بفعالية ونشاطاً ثقافياَ وميدانيا وإعلاميا إضافة إلى الندوات الفكرية والثقافية والأمسيات الشعرية. ومن العلامات المميزة في الحملة أنه أدارها خبراء على مستوى عال في الإعلام والعلوم الاجتماعية والقضايا التنموية، واستخدم فيها كل وسائل الإعلام والتقنية الحديثة، وأنها استهدفت فئة الشباب سعيا في تعزيز القيم الوطنية وتأكيدها في عقول النشء شباباً وفتيات، وعلى مستوى الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس في منطقة الرياض.
وقد أكدت رسالة الحملة على مجموعة المثل والمبادئ والضوابط الأخلاقية الموجهة لسلوك الفرد والجماعة، وتلخصت القيم الوطنية التي تم اعتمادها في أنها « مجموعة قيم دينية وتاريخية واجتماعية في إشارة إلى الأرض التي احتضنت القيم والإنسان والمجتمع معاً، ومتكئة على الأمانة المشتركة بين الحاكم والمسئول والمواطن في الحفاظ على الوطن، وتعاضد وتعاون وتواصل الجميع في القيام بأمن الوطن وحراسة قيمه الإسلامية والاجتماعية ومكتسباته الحضارية».
وهدفت الحملة إلى الحث على مجموعة من القيم الوطنية وترسيخها، وهو ما شمل : قيم الدين وثوابت الشريعة، قيم الوحدة الوطنية السعودية، قيم العلاقة بين الحاكم والرعية، قيم الولاء والانتماء الوطني، قيم الأسرة في المجتمع السعودي، قيم حقوق الإنسان، قيم العدل والأمانة والمساواة، قيم الحوار والتسامح وقبول الآخر، قيم النزاهة والشفافية، قيم التفوق والطموح.
وأشار القائمون على الحملة إلى أن القيم التي دعت الحملة الوطنية إلى الالتزام بها وتطبيقها هي: ترسيخ الهوية السعودية، تكريس حب الوطن، تنمية الوعي بالحقوق والواجبات، تعزيز قيم النزاهة والشفافية، التربية على المواطنة الحقة، تشجيع ممارسة الحوار، وإشاعة روح التسامح وقبول الاختلاف.
كما هدفت الحملة إلى تنمية القيم الإيجابية في المجتمع، تغليب المصلحة الوطنية، تشجيع الثقافة السلوكية الإيجابية، تعزيز قيم الانتماء لدى النشء، حفز المبدعين وتطوير قدراتهم، الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، الاعتزاز بالرموز الوطنية، المحافظة على اللغة العربية والاعتزاز بها، احترام العمل وتشجيع الإبداع فيه، تعزيز قيم التفوق والطموح، التمسك بالعادات الوطنية الأصيلة، الإسهام في الأعمال التطوعية، تشجيع المنتجات الوطنية، المحافظة على الممتلكات العامة.
وخلال فترة الحملة الماضية تم تكثيف الحضور الإعلامي الكبير في فضائه من خلال تطبيقاته المتعددة بحسب إمكانات كل تطبيق وتأثيره، وقدرته على الوصول إلى الشريحة المستهدفة، كما عملت على توظيف الإعلام الجديد بقوة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كما أطلقت موقعاً إلكترونياً حفل بمشاركات وتغطيات واسعة لنشاطات الحملة وبرامجها. ساهمت جميعها في نقل موضوع الحملة وقيمها إلى المجتمع السعودي عموما وأهالي منطقة الرياض خصوصاً.
إن السؤال الإستراتيجي الذي سعت إلى تحقيق الإجابة عليه الحملة هو ليس عن وجود القيم الوطنية وحضورها، ولكن كيف يكون دورنا وأدوارنا الواجبة على كل مواطن لتحقيق مفهوم المواطنة الحقة وتفعيل رسالة الانتماء كما يجب أن تكون وخصوصاً في هذا الوقت الراهن الذي ينتظر من أهله دائماً صدق الولاء وشجاعة الموقف في الصد والمنافحة عنه، وهو بلا شك يستحق منا الكثير.
بقي أن أرفع خالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على الحملة التي انطلقت من أعمق طموحاته والشكر موصول للأستاذ إبراهيم بن عبدالله الشثري المدير التنفيذي للحملة بمنطقة الرياض و للمدير التنفيذي للحملة بالمحافظة مدير التربية والتعليم بوادي الدواسر الأستاذ صقر بن فهاد الصقر، ولجميع أعضاء لجان الحملة في محافظة وادي الدواسر ومديري الدوائر الحكومية والأهلية ورؤساء المراكز الأمنية والأهالي على ماقاموا به من جهد ومانفذوا من أعمال وما شاركوا به من آراء ومقترحات. كما أشكر رعاة برامج الحملة في محافظ وادي الدواسر من رجال الأعمال: الشيخ صقر بن محمد آل صقر والشيخ مجدل بن محمد آل وثيلة والشيخ محمد بن حمد المرزوق والشيخ عبدالله بن شجاع الدوسري.
وختاماً : دعاؤنا بأن يحفظ الله وطننا عزيزاً آمناً في ظل قائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي عهده، إنه أكرم مسؤول.
- محافظ وادي الدواسر