بريدة - صالح الشعيبي:
يبدو أن العنوان أعلاه هو أنسب وصف لوضع الرائد الحالي، بعد أن اضطرت الإدارة لبيع عقد اللاعب فيصل درويش لنادي الهلال.. فالخطوة الإدارية الأخيرة أحدثت شيئًا من ردود الفعل داخل الأوساط الرائدية التي دعت البعض لأن يعاتب الإدارة على التفريط بأحد أهم العناصر كون النادي يعاني من أزمة فنية جعلته يتذيل ترتيب الفرق بالدوري، ويُعد أقربها للهبوط عطفًا على حصيلته النقطية.
الرافضون لفكرة التفريط باللاعبين تدفعهم (الغيرة) على الكيان الأحمر، لاسيما موقفه الصعب في الدوري، ويخشون من أن يؤول مصير ناديهم كحال فرق الاتفاق والقادسية والوحدة القابعة في دوري الدرجة الأولى بعد أن فرطت بلاعبيها، لكن وكما يقول المثل «المضطر يركب الصعب» فالوضع المالي (المزري) للرائد بعد التنازل عن كافة المداخيل للتخلص من عقبة الديون وهو الأمر الذي أقدمت عليه الإدارة برئاسة عبداللطيف الخضير مع بداية الموسم، وضع الرائد كأفقر ناد –وفقًا لرئيسه- بعد حجب موارده المالية، وهو ما دفع الخضير لبيع عقد اللاعب فيصل درويش من أجل القدرة على تسيير أمور النادي في المرحلة المقبلة.
خطوة الإدارة الجريئة تعد قرارًا صائبًا والحل الأمثل لوضع الرائد، فهي الوصفة العلاجية للمشكلات المالية وتعويض حجب المداخيل، وستجني الإدارة من وراء القرار توفير قرابة مبلغ 16 مليون ريال هذا الموسم، من جراء حصولها على الدفعة الثانية من صفقة الجبرين للنصر بسبعة ملايين، وصفقة درويش للهلال بستة ملايين، بالإضافة لعقد رعاية هنا واستثمارات النادي التي تقارب مجموعها المليوني ريال، وبخلاف تبرعات أعضاء الشرف، حيث ستكون هذه المبالغ رافدًا قويًا لتسيير أمور النادي وتخليصه من الديون.
رئيس الرائد عبداللطيف الخضير بذل جهودًا جبارة عند توليه الرئاسة، بإعادة ترتيب وصياغة ملفات الفريق الأول، واختار الأدوات اللازمة للفريق عبر ثلاث خطوات رئيسة تمثلت بجلب لاعبين أجانب، وآخرين محليين، والتعاقد مع جهاز فني وإداري، ورغم عدم التوفيق مع العنصر الأجنبي إلا أن الخضير لا يلام بعد اجتهاده كون الأسماء التي جلبها تحظى بسيرة جيدة ومقبولة، ويظل إخفاقه في العنصر المحلي محل الاستغراب فمن خلال الدور الأول لم يكن لأي لاعب جديد بصمة إيجابية بالفريق باستثناء سلمان صبياني في لقاء وحيد أمام نجران في ختام الدور الأول، أما التعاقد مع المدرب المقدوني كوستوف وجلب خالد الهزاع كمشرف على الفريق فإنه خطأ فادح جدًا، لا يعرف كيف وقع به الخضير!! حيث ثبت فشل إسناد المهمة للثنائي، حيث أقيل المدرب بعد ثلاث جولات فقط ولحقه الهزاع بعد الجولة الخامسة!!
ويبقى الأهم بأن الجماهير تعول على الإدارة في الفترة الشتوية (الحالية) باستثمار الفرصة، واستغلال الوقت، وتصحيح الأوضاع السابقة التي لا تحتمل الاجتهادات الخاطئة كما حصل في الفترة الأولى، حيث سيكون الأمر محل الاختبار، والذي يتطلب استقطاب عناصر مؤثرة وقادرة على إحداث الفارق الفني بالفريق وترك بصمة تسهم بتغيير نتائج الفريق الذي لا يزال في المركز الأخير في الدوري والأقرب (حسابيًا) لتوديع دوري جميل، ما لم يُحْسِن صُناع القرار بالرائد من إدارة وشرفيين من معالجة الخلل، لاسيما أن العقبات المالية قد تلاشت بعد صفقة انتقال درويش للهلال وجدولة دفعة النصر.