كتب - سلطان الحارثي:
يومان فقط وتنطلق بطولة أمم آسيا التي ستقام في استراليا.. منتخبات عدة ستشارك بتاريخها المشرف والكبير وبحاضرها القوي مثل اليابان وكوريا الجنوبية.. وأخرى ستشارك بتاريخها الكبير وحاضرها السيئ مثل المنتخب السعودي.. ومنتخبات ستشارك في هذه البطولة للبحث عن مجد يسجل باسمها مثل استراليا صاحب الأرض والجمهور.. ومنتخبات رابعة ستشارك فقط لمجرد المشاركة والأمثلة على هذه المنتخبات كثيرة.
هكذا.. تتوزع منتخبات أكبر قارات العالم.. وهكذا ينظر المشجع البسيط والناقد المخضرم للمنتخبات المشاركة.
في هذه البطولة يذهب المنتخب السعودي لأراضي الكنغر وهو محمل بالمتاعب والمآسي والإخفاقات المتتالية.. سيحاول أن يفعل شيئا من لا شيء, ولكن المشجع البسيط لن ينتظر منه الكثير لمعرفته المسبقة بكل شيء يخص منتخب بلاده.
منتخبنا في هذه البطولة سيشارك باسمه وتاريخه الكبير وهيبته الآسيوية فقط.. أما على المستوى الفني فهو يعد من المنتخبات متوسطة المستوى الذي قد يتأهل عن المجموعات خاصة وأن المجموعة التي تضم منتخبنا بجانب «الصين وكوريا الشمالية واوزباكستان» ليست بقوية, ولكنه حتى وإن تجاوز تلك المجموعة لن يذهب بعيدا فيما بعد.
هذا هو رأي الغالبية في الوسط الرياضي السعودي.. ولكن مع الروماني أولاريو كوزمين مدرب المنتخب السعودي «بالإعارة» قد يتقدم للأمام خطوة بخطوة, خاصة وأن كوزمين يعرف منتخبنا ويعرف بعض قدرات اللاعبين.. صحيح أن كوزمين تأخر في تدريب المنتخب.. وصحيح بأن جميع طلباته لم تنفذ.. وصحيح أنه وجد ويجد حرب شعواء من قبل فئة معينة.. ولكن كوزمين يعشق التحدي.. ومنتخبنا الذي في استراليا أمام عدة تحديات متى تجاوزها فقد يصل لمبتغاه.
كوزمين الذي لعب مباراتين وديتين مع البحرين وخسرها برباعية ومع كوريا الجنوبية وخسرها بثنائية بالتأكيد أنه عرف اللاعبين عن قرب, وعرف إمكانياتهم وقدرات كل لاعب منهم خاصة وأنه لعب بتشكيلتين مختلفتين.. والأكيد أنه من خلال مجريات المباراتين وصل لبعض الأخطاء وسيحاول تصحيحها قبل انطلاق البطولة, رغم أن الوقت لا يسعفه على ذلك, ولكن الشيء الجميل أن كوزمين عاش بيننا فترة طويلة من الزمن.. ويعرف اللاعب الخليجي وبماذا يتأثر.. ولذلك سيكون العامل النفسي حاضرا وبقوة.
بقي أن نذكر من باب التحفيز أن منتخبنا في بطولة أمم آسيا 2007 ذهب والجميع ينتظر الإخفاق منه.. فعاد وهو الوصيف بعد أن كاد ينتزع الذهب الآسيوي لولا بعض الأخطاء البسيطة التي رافقت بعض لاعبيه.. فهل يعود منتخبنا الوطني هذه المرة بمثل ما عاد في 2007.. نتمنى ذلك.. ولكن الخوف كل الخوف من الإرهاق الذي أصاب اللاعبين من كثرة المشاركات وكثرة الإحباطات التي مرت بهم خلال السنوات الأخيرة.