أيها الشباب أعلموا بأنكم الحقيقة والواقع والوهج والزهو والانتشاء وناقرة الفرح في ربوع الوطن الفسيح، لهذا عانقوا الغيمة والشمس والسحاب الرخيم، لأنكم أنتم من سيركض بنا نحو الغد المضيء والمستقبل الزاهي ومجرات النجوم، أيها الشباب يا تراتيل العمل يا مفرداته وطقوسه، يا ارتعاشات التطلع، ونوازع الخير، يا حداء اللغة على وتر لا ينام، يا شجا لحن منشد، يا وئام، يا أقمار، يا ظلال، يا هضاب يا أعمدة ضوء وفتيل أشتعال، نفث الربيع أنتم، وضوء القناديل، والأحبار المبدعه، نجوم تبزغ بالعتمة، هم أنتم في حدق العيون هائمين، عناصر جذب، تشد قوانا نحو الحراك، موج بحر، لون ربيع، موسم بذر أثناء مواسم زرع البذار، أنتم النسمة الحالمة، أنتم الهدوء والطمأنينة ولون الطيف والقزح، أنتم الفضيلة والإثارة والحزم ومثلث العطاء، أنتم النهر من ضفافه نشرب الماء، أنتم السد في محرابه يلوذ المطر، النبت أنتم وطعم الثمر، أنتم النخل فوق هاماته تلوذ الحمائم وينمو العذق، أنتم الظل حين تجيء حاميات الهجير، أنتم الشحن والطاقة وإيقاع الحدث، أنتم العرق والدم ومواويل البيد وقصائد البحر وفرح الحداة بالمطر، حوض الماء أنتم، والفنجان، وعلبة العافية، أنتم العود والمبخرة وساقية الماء، بوابة العبور أنتم وكُحْل العيون وسكر الفاكهة، أنتم الرواية والحكاية ومفردة الكلام وطعم الطرح وحركة السفن العابرة، البرق أنتم والرعد والوعد والنباتات الزاهرة، رائحة المطر، خيط المطر أنتم، وقع المطر على النافذة، أنتم الجوز واللوز وملعقة الغذاء الثمين، أيها الشباب، يا موقدين الشموع، يا الغيض والفيض والرؤى الحالمة، يا الحلم والإشراقة وخبايا العمق، يا راسمين الدهشة والسرد والمفردة والحكمة، يا سكون المكان وحنين المكان وسلسبيل العطاشى، يا حقل القمح وظلال النخيل وضياء الضياء، أذيبوا الظلام، أزيحوا العتمة، كونوا أعداء الخفافيش الثقال السمان، أهجروا الخرافة والخنوع والنكوص والأذى، أوقظوا النهار بالعمل، والليل بأدعية وابتسامات حانية، يا رائحة النهر والغدير والتاريخ العريق، توهجوا بنا كنافورة عطر، أحرثوا لنا الأرض، وأعتنوا لنا بالزرع، وأسقونا الماء القراح، وأمنحونا اللوحات الزاهية، أدهشونا بالحياة، وأمنحونا الضياء والبريق، والأعمال الصائبة، يا أنتم يا نافذة على الشمس، وباباً على القمر، وأرضاً خصبة؛ أنثروا علينا الأزهار في ساحة أعمالكم وإبدعاتكم المفتوحة، أذهبوابنا نحو الغيمة المتهادية، وأسراب الطيور العابرة، والنجمة العالية، يا أنتم أبقوا الوطن الكبير في أحداقكم، أجعلوه يحاصركم من كل الجهات الأربعة، من أرضة وفضائه وكوكبه، أحموه من كل الشذاذ والآفاق ومراهقي الأعلام والعملاء ولصوص الليل والثماثيل الخائبة وأصحاب السمسرة وبائعي الكلام في الأزقة والمقاهي والستلايت والمتسولين هناك في الشوارع البعيدة والمدن الغريبة والكسالى والنائمين وأصحاب المخدات العالية والأحلام القاصرة والذين في قلوبهم خبث وحقد ومرض، أصحاب الذمم الباطلة، والضمائر الميتة، والوجوه الزئبقية، الذين يحاولون طعننا في الظهور، وبيعنا في سوق النخاسة الرخيصة، الواقفين مع الشيطان في أقواله وأفعاله، وأعماله التخريبية، المنحرفين عن مسار الثوابت الوطنية، المتطوعين مع الأعداء، الصافين معهم، والخاضعين لهم، والمتواطئين معهم، الساقطين في بورصة الولاءات الرخيصة، المتشرنقين بخيوط الخيانة، العابثين، المتجاوزين لحدود الحدود، المحرضين، المثيرين للنعرات الطائفية والعشائرية، أصحاب الفقه الأعوج، والمنطق الأعجم، المغمسين في تفريق المجتمع، المأصلين للفتنة، المتسربلين بالجنون، الذارين للرماد، لهذا كونوا للوطن كالخاتم واللون والريشة والدم والعظم والقماش، أجعلوا الوطن عندكم أقرب من الأهل والبنت والأخ والأخت والولد، كونوا أكثر حدة على هؤلاء الطفيليين المجانين، أرشقوهم بالحجارة، سربلوهم بالخوف، وأجعلوهم يتوجسون الممات، أذيقوهم طعم الهزيمة، والإنكسارات المميتة، أجعلوهم يفرون من أمامكم كالبرق، كونوا للوطن كالحمام يدشن الفضاء ويعود بالتصفيق، وكالنسور الجارحة على الأعداء المتربصين، أيها الشباب، يا بهاء البهاء، يا عنوان الحياة، لا تكونوا مثل قبس ضعيف ينطفئ عند أول ريح خفيفة، لأننا نريد أن نبلغ بكم الأفق والسحاب والنجم والجبال العالية، وحذار أن تأخذكم خطاكم إلى التيه والنكوص والأعمال الفاشلة، كونوا عنواناً للمجد، وحولوا رمالنا وفيافينا وبيدنا الكبيرة بهمم عالية إلى مواسم عشب، وساحات خضرة، وماء كثيف، وبيوت عامرة، وأبراج شاهق، خذونا بهمم جبارة نحو الشمس، والمجرات، والكواكب الزاهية، والسندس والخضرة، وينابيع الماء العذب الفرات، ارتحلوا بنا نحو الرابية، والشمس البتول، وخيوط المطر، استبيحوا الأرض بالأعمال الزاهية، حولوها سهوب ربيع، وحقول قمح، وبحيرات بياض، لونوا سماءنا بألوان الطيف، وأرضنا بالخضار، أيهالشباب، كونوا وابلاً يشبه رزيم الغمامة، وأجهضوا بأعمالكم النيرة أحلام البرابرة.