تنفق المملكة بسخاء على طرق المملكة ومنافذها البحرية والبرية والجوية، لذا ترصد المليارات لهذه الطرق السريعة وخاصة التي لها حدود مع البلدان المجاورة، وكذلك المنافذ من أجل إعطاء واجهة حضارية للمملكة وما تعيشه من تنمية وتطور في جميع مناحي الحياة.
ولكن الملاحظ أنه في بعض المنافذ البرية والجوية لا تعطى واجهة حضارية ورقي للوافدين للمملكة بالدرجة الأولى والمواطنين بالدرجة الثانية حيث إن بعض المرافق في هذه النوافذ غير نظيفة وغير مرتبة، كما أن الاستراحة للرجال والنساء حيث تجد الفرش الأرضية ممزقة والأوراق وقوارير المياه مبعثرة في كل مكان مع بعض المخلفات من علب المياه الغازية ومناديل الورق والكاسات وكراسي الاستراحة بعضها ممزق وأيديها مكسرة، هذا من جانب. ومن جانب آخر مرافق دورات المياه قذرة وبعض الصنابير لا تعمل وبعض الآخر يتهرب منه الماء وطارد الأوساخ (السيفون) لا يعمل، وهذا يجعل الإنسان يتورع من دخول هذه الدورات وخاصة كبار السن الذين يعانون من بعض الأمراض كالسكري والضغط والذين يحتاجون باستمرار هذه الدورات ولا يستطيعون حصر أنفسهم. بعكس بعض الدول المجاورة، جميع المرافق نظيفة ومريحة من دورات مياه، حيث يوجد عدة أنواع من الصابون ومناديل التواليت، والتواليت نظيف والسيفون يعمل بكفاءة. فمن المسؤول عن هذا التقصير، هل هم مسؤولو المطار والجمارك التي تتبع لها تلك المنافذ البرية أو الجوية، علماً أن هناك مبالغ تصرف لتلك الجهات للأثاث المكتبي وشركات نظافة وصيانة تسند لها عملية النظافة والصيانة ولكن أين المتابع الميداني؟ والأمر ليس هيناً، والمنفذ البري أو الجوي أو البحري هو واجهة من الواجهات التي يراها الإنسان القادم إلى البلاد كأول شيء يواجهه في هذا البلد فإذا رآها نظيفة مرتبة يأخذ فكرة جيدة عن البلد، أما إذا رآها غير ذلك فماذا نتوقع؟
لذلك فإننا نتوجه إلى مسؤولي هذه المنافذ وإلى كل من يهمه واجهة المملكة أن ينظر بعين الاهتمام بهذا الأمر في حدود مسؤولياته لنمنع هذه المناظر السيئة وغير الحضارية، فنحن لا نقل عن الدول الأخرى في شيء، فالدولة -والحمد لله- تقدم الدعم المادي ولدينا العقول والإمكانات، فما الذي ينقصنا لكي نكون في مصاف الدول الأخرى من ناحية النظافة والاهتمام بهذه المنافذ البرية والبحرية والجوية ليجد المسافر كل راحة ويسر في هذه المرافق، حتى نعطي الصورة المناسبة للقادمين والمغادرين من البلاد حتى يكون لديهم انطباع حضاري وما تعيشه المملكة من تقدم ورقي.
وقد رأيت في مطارات آسيوية الحقائب تأتي في لحظات بعد وصول الطائرة وعندنا تأتي بعد نصف ساعة على الأقل وتتحرك بصورة بدائية تؤدي إلى كسر عجلات الحقائب وإتلافها وقد يتعطل السير أكثر من ساعة وتتراكم الحقائب ويكثر الزحام، كل ينتظر حقيبته من أجل الخروج خارج المطار، وهذا حصل في مطار الملك خالد الدولي قبل فترة.
ونحن لا نطلب الكمال وإنما نطلب الاهتمام والعمل على الوصول إلى أفضل ما عليه الوصول إليه من خدمات في المنافذ التي هي المرآة الأولى التي ينظر فيها القادم للبلاد وآخر ما يودعه المسافر من البلاد.
والتطوير لا يحتاج إلا إلى المراقبة الدقيقة والمتابعة الميدانية للعاملين في هذه المنافذ من الموظفين ومن عمال وغيرهم من القائمين على نظافة تلك المرافق وغيرها من مواقع تهم المسافر.
وينبغي أن يكون هدفنا حماية سمعة الوطن والارتقاء باسم المملكة عالياً فوق السحاب.