أثار إيقاف بدل الحاسب الآلي الذي يُصرف لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية غضب الكثير من الأكاديميين, ففي الوقت الذي كانوا يأملون تثبيت هذا البدل في رواتبهم نظير عملهم الدائم مع الحاسوب، بدءاً من الإعداد للمحاضرة، مروراً بالدخول لحساباتهم ومواقعهم لرصد الدرجات، وانتهاءً بالبحث والتأليف الذي يتطلب الدخول لمحركات البحث, وهذا الجزء الأخير المرتبط بالبحث من أهم المهام التي يجب أن تعمل الجامعات كل ما في وسعها لدعم أعضاء هيئة التدريس وتحفيزهم لإجراء الكثير من البحوث التطبيقية التي تخدم الوطن والمجتمع.
وأعتقد أن عدم اهتمام الجامعات بالبحوث ودعمها سبب في تأخرنا في التصنيف العالمي.. كما أعتقد أن حرمان أعضاء هيئة التدريس من بعض البدلات سوف يكون سبباً لتسرُّب الأكاديميين خارج الجامعات, حيث إن تقدم الجامعات مرتبط بما تقدمه كوادرها البشرية من بحوث وأعمال إبداعية في الأقسام العلمية, والجميع يعلم أن البدلات والحوافز التي تُصرف للأكاديميين لها الأثر الكبير في تحفيزهم, وغيابها قد يكون سبباً رئيساً في غياب الإنتاج العلمي والإبداعي للكثير منهم، وبالتالي تتعطل جامعاتنا في السير قُدُماً نحو التقدم المأمول والمنشود, شخصياً أتمنى أن يكون من أولويات وزير التعليم العالي الدكتور خالد السبتي النظر في موضوع البدلات التي تصرف لأعضاء هيئة التدريس والسعي لدعمها وتثبيتها في رواتبهم وإعادة النظر في بدل الحاسب الآلي الذي تم إيقافه، فسحب 25% من راتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات لا أعتقد أن لا يكون له تأثير سلبي, ففي الوقت الذي كان يأمل فيه الأكاديمي بالجامعات تثيبت هذه البدلات في الراتب الأساسي، تفاجأ الجميع بإيقاف بدل الحاسب الآلي, فخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - دعم وبسخاء الجامعات وأعضاء هيئة التدريس، فالجامعات الحكومية السبع أصبحت في عهده 28 جامعة حكومية، كما دعمها بأكبر الميزانيات كل عام، فهو يعلم - حفظه الله - بأهمية التعليم في التنمية, في الختام ألخص حديثي في أهمية البدلات لأعضاء هيئة التدريس, كما أن بدل الحاسب الآلي حق مستحق، حيث إن جُل عمل أعضاء هيئة التدريس مرتبط بالحاسب الآلي.
- أستاذ علم النفس المساعد جامعة شقراء