الوطن كلمة صغيرة تحمل المعاني الكثيرة والعظيمة، كلمة فخر واعتزاز وهي الهوية التي يحملها المواطن وهو مرفوع الرأس ولا يشعر بها إلا كل إنسان محب ومخلص لوطنه، فحب الوطن ليس كلمة تُقال أو شعراً يتغنى ويتغزل به، لا بل هو عمل وفعل يعمل به، فحين نقول الوطن جميل يجب أن نحافظ على جماله ونزيد من روعته، وأن لا نلقي بالأوساخ على أرضه وبحاره، وحين نقول الوطن أغلى من روحنا يجب أن ندافع عنه لآخر قطرة دم وآخر يوم في العمر، فالإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، وما من شيء أغلى على الإنسان من وطنه وهويته وفخره وانتمائه، فالإنسان لا شيء بلا وطن، فهو المأوى الذي يلجأ إليه الإنسان وهو الحضن الذي يجمع شعبه وأبناءه، لذلك فإن الوطن نعمة عظيمة وهبها إلينا الله سبحانه يتقدم بسواعد أبنائه المحبين له، فكل منا يمتلك مهارات وخبرات تمكنه من العمل على رقي الوطن، فلنحرص على تقدم الوطن والمحافظة على نظافته، ولنعوِّد أبناءنا على نظافة شوارعه وشواطىء بحاره، فلنغرس في صدورهم حب الوطن والاهتمام بحدائقه وأشجاره وكافة المنتزهات البرية التي يقصدها المتنزهون وقت هطول الأمطار وتدفق السيول، نبتعد كثيراً عن تشويه رياض الربيع من جراء الأعمال التي يرتكبها البعض من المراهقين الشباب من تفحيط واستعراض في وسط الروض، ناهيك عن مسألة تنظيف المكان وتركه أفضل مما كان لنزرع الوعي فيهم ونحثهم على المحافظة على مكتسبات الوطن صغيرة كانت أو كبيرة، ولنرتقي قليلاً بأخلاقنا من تشويه المباني بالكتابات غير المسؤولة التي تشوّه المكان وتسيء للوطن.
حقيقة القول نحن حين نشير ونذكِّر المواطن من أجل الوطن وحب الوطن والمحافظة عليه من الأفعال غير الحضارية التي قد يرتكبها البعض من غير تفكير سوي بما قام به، لذا نأمل من الجميع التقيد بالأنظمة والقوانين والمحافظة قدر الإمكان على مكتسبات الوطن والمساعدة في إصلاح ما يمكن إصلاحه في الحال، خصوصاً أن الدولة - رعاها الله - تبذل الكثير من الأموال الطائلة في ميزانيات متعددة من أجل الوطن وأبنائه، لذا يتحتم علينا المحافظة على مشاريع الوطن المتنوعة وكافة ما يتعلق بالوطن الغالي، شاكراً لجريدة الجزيرة النشر وللمصلحة العامة.
- المجمعة