لا يخفي على أحد جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ودعم وتعزيز أوجه التعاون مع الدول الشقيقة ولاسيما دولة باكستان الإسلامية الصديقة، فلقد أسهمت المملكة خلال السنوات الماضية في الدعم المادي والمعنوي البشري للجامعة الإسلامية في إسلام آباد التي خطت أولى خطواتها في عام 1980م، مدعومة من قبل عدة دول إسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وفي بداية الإنشاء والتكوين كانت الجامعة الإسلامية تحتوي على ثلاث كليات هي كلية الشريعة وأصول الدين واللغة العربية ويدرس في أروقتها 900 طالب وطالبة آنذاك. وها هي الآن صرح علمي شامخ ومعقل معرفي وعَلم بارز تضم تسع كليات شرعية وعلمية وتطبيقية وتقنية وهندسية. بالإضافة إلى معهد عالٍ للاقتصاد الإسلامي، ومعهد عالٍ للفتوى، ومجمع للبحوث الإسلامية، ومركز للعلوم التقنية والتطبيقية، ومركز للترجمة، وآخر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وعدد من المعامل والمختبرات العلمية والتقنية والهندسية المجهزة بأحدث التجهيزات العالمية الحديثة وفقاً لأعلى معايير الجودة لتدريب الطلاب والطالبات كل في مجال تخصصه. ويدرس فيها حالياً أكثر من 35 ألف طالب وطالبة، وتشرف على أكثر من خمس وسبعين مدرسة وبعض الكليات الشرعية والجامعات الأهلية في مختلف الأقاليم الباكستانية. كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى - ثم بالتعاون والتفاهم البناء بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وباكستان، ناهيك عن الدعم السخي الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الجامعة الذي يعد عنواناً للمحبة والإخاء بين الشعبين الشقيقين.
هذا وقد جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وألبسه الله ثياب الصحة والعافية - على تعيين معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، نائباً للرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية في إسلام آباد استشعاراً للدور الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في تعزيز سبل التعاون مع حكومة وشعب باكستان الشقيق ودعم للمؤسسات الإسلامية والدعوية والعلمية في شتَّى أنحاء المعمورة.
وباعتباره نائباً للرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، كان لتوجيهات معاليه الأثر الكبير في رسم معالم سياسة الجامعة وخطتها وأهدافها في بناء هوية إسلامية علمية متزنة وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتشدد والتطرف والطائفية والحزبية المقيتة، والرقي بها إلى مصاف الجامعات العالمية عالية الجودة.
لقد كانت - وستظل - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شريكاً استراتيجياً في النجاح والتنمية والرقي والجودة للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، حيث أشرفت جامعة الإمام على وضع مناهج الجامعة الإسلامية العالمية ومراجعتها وتقويمها منذ نشأتها، وزودتها بأعضاء هيئة التدريس والكوادر العلمية المؤهلة في مختلف التخصصات العلمية والشرعية واللغوية والتقنية والتطبيقية والهندسية. وتعاونت معها في إقامة الندوات والمؤتمرات الشرعية والعلمية والتقنية والحوارية المختلفة والبرامج والفعاليات والأسابيع الثقافية وإقامة الدورات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على مختلف المعارف والعلوم النافعة والمفيدة. كما شاركت في اجتماعات المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية، بل واستضافت الاجتماع التاسع لمجلس أمناء الجامعة الذي يضم (45) شخصية علمية إسلامية وعالمية من مختلف البلاد العربية والإسلامية المنعقد في رحاب جامعة الإمام بمدينة الرياض في غرة شهر رمضان المبارك من العام المنصرم 1435 هـ بتوجيه سامٍ من مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ـ . وهذا بلا شك محل الشكر والعرفان والاعتراف بالجميل من الحكومة الباكستانية وفي مقدمتها فخامة الرئيس الباكستاني الرئيس الأعلى للجامعة السيد ممنون حسين - حفظه الله - فضلاً عن مختلف الفئات من أبناء الشعب الباكستاني الشقيق، وهو ما سمعناه ولمسناه منهم وأكده عدد من أصحاب المعالي الوزراء والعلماء والأكاديميين وطلاب العلم وغيرهم. ناهيك عمّا لقيه قرار منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الدكتوراه الفخرية في (السياسة والعلاقات الدولية) نظير سياسته العادلة والمتوازنة، وجهوده الرائدة في تحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام العالمي والتعايش السلمي والحوار والتقارب بين الحضارات وأتباع الديانات التي استلمها نيابة عنه - حفظه الله - صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، نائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، وذلك خلال حفل التخرج الذي شرفه فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد ممنون حسين الرئيس الأعلى للجامعة، وكان ذلك محل فخر واعتزاز للجامعة وكافة منسوبها، فلجامعة الإمام حضور واضح وتأثير إيجابي لا يعكس مواطن التميز الشرعي والعلمي في الجامعة فحسب، بل يعبر عن رسالة المملكة العربية السعودية السامية في نشر وسطية الإسلام وسماحته وسموه ومحاسنه ومنهجه الصحيح المستمد من الكتاب والسنة وسيرة سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان في شتَّى بقاع الأرض.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نشيد بدعم وتوجيهات ولاة الأمر السديدة لهذه الجامعة ثم الإشادة بعناية ورعاية ومتابعة وإشراف ودعم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً، نائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد لدوره الرئيس في رسم معالم سياسة الجامعة الإسلامية العالمية ومناهجها وخططها الاستراتيجية وتحقيقها لرسالتها الإسلامية والعلمية العالمية والوطنية.
كما أرفع أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني منسوبي الجامعة الإسلامية في إسلام آباد أسمى آيات التهاني والتبريكات مقرونة بخالص الدعاء والابتهال إلى الله بالتوفيق والسداد والإعانة لصاحب المعالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل على اختياره لهذا المنصب الجديد المهم الذي هو له أهل - بحمد الله ـ إِذْ الشيء من معدنه لا يستغرب؛ وذلك لما عرف عن معاليه من خلال ما تولاه من مناصب ومراكز علمية وإدارية ريادية مختلفة من حسن القيادة والإدارة والإخلاص والحرص على الجودة والإتقان، وحب النظام، والتفاني في خدمة دينه وولاة أمره ووطنه ومجتمعه وأمته. فضلاً عما عرف عنه من وفاء، وحسن خلق، وتواضع جم، وحب للعلم وأهله، وحسن معاملة واحترام لإخوانه وأبنائه العاملين معه ومن هم تحت إدارته وسائر المراجعين من مواطنين وغيرهم. حيث شرفت بالعمل مع معاليه في أكثر من مجال وإدارة من أظهرها وأبرزها وكيلاً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات، ثم وكيلاً للجامعة لشؤون المعاهد العلمية، وما زلت أَشرف بالعمل مع معاليه؛ حيث إنه يشغل منصب نائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد. فوجدت منه ذلك مما أشرت إليه بل وزيادة عليه.
والشكر يمتد لقيادتنا الرشيدة على حسن اختيارها لهذه الثلة الرائدة، والكوكبة المتميزة من أصحاب المعالي الوزراء، ووضعهم الرجال الأكفاء المناسبين في أماكنهم المناسبة. سائلاً الله للجميع التوفيق والسداد والإعانة وأن يكون في هذا الاختيار صلاح للبلاد والعباد وخدمة للدين والمليك والوطن وارتقاء بهذا البلد نحو مراتب العلو والرفعة والسيادة والريادة والأمن والاستقرار. وأن يبقى هذا البلد موئلاً للإسلام، ومأرزاً للإيمان، وقبلة للمسلمين وبيتاً كبيراً لكل عربي ومسلم. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يحفظ ولاته وقاطنيه من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد الإسلامية سابقاً