الجزيرة - المحليات:
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل أن وزارته تجد كل العناية والاهتمام، وكافة الدعم، والشواهد التي تجعلها تحقق أهدافها وتقوم برسالتها خير قيام، فليس هناك عائق، ولا مانع من أن نصل بعملنا العلمي، والدعوي، والتوجيهي، وما يتعلق بالشؤون الإسلامية داخليًا وخارجيًا والأوقاف بأشكالها وأنواعها وأهميتها إلى العمل الجاد البناء المخلص الذي يؤديه منسوبو هذه الوزارة على مختلف مستوياتهم، وتنوع تخصصاتهم، وإن ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ لم يدخروا وسعًا في دعم، وتأييد ومساندة كل ما من شأنه تحقيق ذلك على مستوى الأفراد، والجماعات، ولكن العمل في هذه الوزارة عمل سيادي، يؤطره، وتؤصله مبادئ شريعتنا الغراء العظيمة التي يجب علينا دائمًا أن تكون نصب أعيننا، وعلى بالنا في كافة أعمالنا وتحركاتنا وسكناتنا.
وقال الدكتور أبا الخيل في كلمته التوجيهية خلال زيارته لفرع الوزارة بمنطقة الرياض والتقى مدير عام الفرع الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الناصر ومديري الإدارات المختلفة، ومنسوبي الفرع من الأئمة والخطباء والدعاة وطلبة العلم، وبحضور وكلاء الوزارة وكبار المسؤولين فيها، إن المطلوب من منسوبي هذه الوزارة ليس كالمطلوب من غيرهم، والنظرة إليهم ليست كالنظرة إلى غيرهم لأنهم يمثلون هذا الدين، وهم قدوة للمجتمع، وأسوة ونبراس يضيء الطريق لكل من احتاج إلى ذلك مما يجعلنا نحرص أشد الحرص، ونهتم أكبر الاهتمام بكل ما يكون دافعًا لنا في الوصول إلى ما ينمي ويغذي مبادئ هذا الدين في أنفسنا، وفي عقولنا وقلوبنا، ويجعلنا نربي ونوجه أبناءنا عليه، أن يحصل المتأمل فيما حولنا من القضايا والمشكلات والفتن التي تموج موج الجبال وما يقوم به دعاتها، وأرباب الشهوة والشبه والفساد والإفساد ليرى أمورًا خطيرة، وشرورًا عظيمة رفع أربابها عقائرهم وصالوا وجالوا وصجوا ولجوا ليفسدوا ما ننعم به من وحدة وطنية شرعية، ومن إيمان، وعقيدة صحيحة وأمن وأمان، وطمأنينة واستقرار، استغلوا في ذلك وسائل متنوعة، وأدوات مختلفة منها وسائل الإعلام بنوعية التقليدي، وما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي، فراحوا يحسنون القبيح، ويقبحون الحسن، ويقلبون المفاهيم والقيم والحقائق، ويزينون المساوئ في نفوس وعقول الشباب والشابات، وينتحلون، ويبطلون، ويؤلون، ويشبهون وصولاً إلى تحقيق أهدافهم ومطامعهم ولم يتركوا وسيلة، ولا أسلوبًا، ولا عدوًا في الداخل والخارج إلا استنفروه، واستفادوا منه ولكن هيهات، هيهات أن يحققوا مآربهم، ويصلوا إلى ما يريدون، لماذا؟ لأن هذه البلاد محفوظة بحفظ الله، وحفظ كتابه والعمل بسنة نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والسير على نهج سلف هذه الأمة.
وشدد معاليه على أن أول من سيقوم بذلك، وأعظم من يفعله ويجعله واقعًا حيًا ملموسًا بين أبناء المجتمع هم القائمون على هذه الوزارة، والعاملون فيها من علماء، وطلاب علم، ودعاة، وأئمة وخطباء، وموظفون وأنهم أن أحسنوا القول، وأجادوا في العمل فسيكون ذلك درعًا واقيًا وحصنًا حصينًا وصخرة تتفتت عليها دعاوى المبطلين، وإرجاف المرجفين، وإرهاب المرهبين، وتطرف المتطرفين، وانتحال المنتحلين، وشبه المشبهين، وأرباب الشهوة والانحراف الفكري والسلوكي، وإن الحقائق والأرقام لتدل على أن الدعاة، والخطباء لو قاموا بأعمالهم، ووجهوا ما يقولونه توجيهًا سليمًا وواضحًا وفق المعطيات التي تعزز الأمن الفكري بمفهومه الشامل، ويؤطر بالتربية الصحيحة النابعة من الوحيين لما كان لهؤلاء وجود، واندحروا، وعرفوا أن أهل هذه البلاد، حكامًا ومحكومين، رعاة ورعية لا يمكن أن يؤثر على اجتماعهم، وألفتهم أي مؤثر، ولا يمكن أن ينال من شمائلها، وكمائلها، وفضائلها دعاة السوء، وأرباب الضلال والانحراف أيًا كان نوعهم، ومهما كان جنسهم، إننا بحاجة اليوم إلى الانطلاق من أحكام هذه الشريعة ومبادئها التي تميزت بالوسطية والاعتدال والسماحة واليسر ورفع الحرج بالتعاملات والعلاقات وجميع التصرفات.بعد ذلك فتح معالي الوزير الدكتور أبا الخيل باب النقاش والحوار والأسئلة لمنسوبي الفرع والدعاة وطلبة العلم.
وأضاف الوزير أن هذا الفرع من أكبر فروع الوزارة في مناطق المملكة يعول عليه الكثير ويرتجى منه تحقيق مطالب متنوعة، ومختلفة فيما يبني ولا يهدم يعطي ولا يحرم يفي ولا يغدر بأسلوب أمين، ومنهج حكيم وطريق سليم، لا يخرج عمّا أمر الله به ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما كان عليه سلف هذه الأمة وإنني على يقين أن الجميع يعرفون ذلك ويدركونه حق الإدراك، ونحن مقدمون على أعمال كبيرة، وبرامج مختلفة وموجهة، وكلها مدعومة ومؤيدة ومسددة ومباركة من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز ـ حفظهم الله ـ، والذين فتحوا قلوبهم قبل أبوابهم لأبناء هذه البلاد في كل شبر من أراضيها دعمًا وتحقيقًا لجميع متطلبات الراحة والطمأنينة وحتى يبقى أبناء هذه البلاد مرفوعة رؤوسهم في المحافل الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية يشار إليهم بالبنان ويقصدون للاستفادة منهم من كل مكان. وقال المدير العام للفرع الشيخ عبد الله الناصر في كلمته: لقد حظي الفرع باهتمام معاليكم منذ اليوم الأول لمباشرة عملكم لمهام هذه الوزارة، وما هذه الزيارة الميمونة إلا دليل على الحرص والمتابعة لأعمال الفرع، وإننا في فرع الوزارة نؤكد لمعاليكم بإذن الله وتوفيقه وبتوجيهاتكم السديدة سنبدل قصارى جهدنا لتحقيق أهداف وتطلعات الوزارة في خدمة بيوت الله والدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح.
وفي نهاية اللقاء، دشن معالي الوزير الأستاذ الدكتور أبا الخيل المرحلة الأولى لبرنامج متابعة مقاولي الصيانة بالنظام الإلكتروني، وبرنامج تطوير إدارة مراقبي المساجد إلكترونيًا، كما كرم معاليه اثنين من الدعاة المتميزين.