تجوب شوارعنا في مدينة الرياض عاصمة الوطن الغالية يوميا العمالة الوافدة من مختلف الفئات والألسن المختلفة منها العربية ومنها غير العربية تقود أنواع مختلفة من السيارات في الأشكال والموديلات والهيئة والنوعية ولاشك أن هذا العدد المأهول من السيارات في ظل ما تشهده المدينة من نهضة عمرانية شاملة في البناء وفي البنية التحتية يتقدمها المشروع العملاق للنقل المتمثل في (مترو الأنفاق والقطارات وأتوبيسات النقل العام) يتوجب الوقوف قليلاً لوضع حد لهذا السيل المتدفق منها في شوارعنا التي تغيرت معالمها وتحولت الكثير من مساراتها ولذلك ننظر إلى هذه السيارات التي يقودها الوافدين على عدة أصناف منها:
1 - سيارات نظيفة وتقودها فئة مؤدبة ومهذبة في التعامل الراقي أخلاقا والتزاما في كل المسارات والطرق العامة والضيقة ومراعاة الأسس الميعارية للقيادة على الطرقات كالسرعة المحددة والتجاوز وغيره وهم فئة من العاملين في مـجالات مختلفة مهنية وفنية وطبية وهولاء لاشك أنه ممن يساعدون الأجهزة الـمعنية عــلى تطبيق الأنظمة.
2 - سيارات يقودها عمالة وافدة وأغلبها من غير العربية وهي المخصصة لنقل العائلات والأسر السعودية إلى المدارس والمصالح الحكومية المختلفة ولا شك أن هذه الفئة تحتاج إلى رقابة خاصة من الجهات المختصة وأرباب العمل حيث إن أغلبهم يقومون بعد أداء مهامهم وتوصيل أصحاب العمل إلى أعمالهم بالدوران في الشوارع وزيارة أصدقائهم على سيارات كفلائهم دون علمهم ومن كفلائهم بعض الأسر التي دفعت ما تملك من أجل هذه السيارة لتوصيل الطلاب والطالبات ولكن يتمتع بها هذا السائق ويتباهى بها بين زملائه في زيارته لهم بنوع السيارة وموديلها ولونها ليتناول فطوره عند هذا يوم وعند ذاك آخر وثالث هو يحضر لهم الفطور نعم رأيت بعيني مثل هذه التصرفات في مواقع مختلفة من المدينة وتمنيت لو أنني أملك سلطة لإيقاف مثل هذه المهازل والهدر واستغفال المواطن السعودي الذي من مميزاته (الصدق والتسامح والعفوية) مع بعض من نوعيات لا تستحق التسامح وكثيرا ما نردد عبارات بيننا عند تطبيق النظام عليهم وهم يستغلونها مثل (حرام ومسكين وفقير) وهو كما يقول المثل (حية من تحت تبن) مما يجعل هدر هذه الثروة هي الحرام بعينه من جهة أخرى ويخلق الازدحام من كثرة لفه ودورانه بين الشوارع الرئيسة والفرعية أو الحوادث المرورية التي نراها تسد الطرق وتؤخر العاملين والطلاب نتيجة أخطاء من عاملين وافدين كلاهما لا يهمه الوقت أو التكاليف ولعل الأدهى والأمر أن من هذه العمالة من يقوم بتوصيل بعض المشاوير على هذه السيارات وتوصيل بعض الطلبات للمحلات التجارية من أسواق الجملة واهل هذه السيارة (ياغافل لك لله) أسرة وثقت به ولكنه أبعد عن الثقة ومخافة الله نوعها من قلبه من أجل أن يجمع الفلوس ويحول إلى أهله وإلا كيف نفسر من راتبه الشهري (1500) ريال ويقوم بتحويل شهري ما بين (2500 - 3000) ريال على سبيل المثال، هل جاءت هذه صدقات وهبات بصفة مستمرة على مدار الشهر ولا ننس أن بعض منهم أغلبهم من فئة معينة لايحول عن طريق البنوك بل عن طريق بعضهم البعض وقت السفر لإيصال هذه المبالغ إلى أهلهم لأنه - حسب علمي إن لم أكن مخطئا - ليس عليهم رقابة نقدية في السفر لذلك أقترح على الإدارة العامة للمرور إلزام السيارات التي تستخدم من عمالة وافدة للأسر السعودية أن توضع فيه أجهزة المتابعة (GPS) وربطها بصاحب العمل او رب الأسرة حتى يكون على بينة من أمره وأمر سائقه.
3 - سيارات العمالة التي تقوم بمهن مختلفة (البناء - الكسارة - السباكة - الكهرباء - الديكورات الجبسية،, الخ) والتي تعمل لحسابها الخاص (وترمى فتات من الدراهم للكفيل كل عدة أشهر) تقوم بنقل الأخشاب والعمالة على سيارات متهالكة تتهاوى هنا وهنا أدخنة وأبخرة ويخلقون منها آلة تسير في شوارع هامة ورئيسة مثل طريق الملك فهد أو طريق الملك عبدالله تجوب الشوارع من الجنوب إلى الشمال يسحب وراءه ما يسحب ويحشر العمالة في سيارة حمولة (خمسة راكب) إلى عشرة أفراد بعضهم بحضن بعض, وفوقها ألواح الجبس وعربة العمل وكريكات الشغل.. الخ مربوطة بالحبال بطريقة لا تنم عن احترامهم لأنظمة للقيادة واستهتاراً بسلامة مواطني ومقيمي هذا البلد الذي أصدر لهم ترخيص القيادة، لذلك تقتضي المصلحة العامة أن توضع الآلية المناسبة لإيقاف هذه المخالفات من خلال تنظيم طريقة نقل العمالة ونقل المواد وأجهزة الحفر والدفن وغيرها في سيارات ذات مواصفات مميزة للبيئة وللطريق وللسلامة ومطالبة كل كفيل لهذه العمالة بتوفير السيارات المخصصة للنقل العمــال (باصـات صغيرة من 10 12 راكب) وشاحنات يتم توفيرها من المصنع الوطني الحافلات الذي دشنه معالي وزير التجارة والصناعة منذ سنة ونصف وذلك لنقل المواد الخاصة بالعمل ضمن إطــار سليم ونظيف وهذا يقضي على العمل الخاص نهائياً.
هذا غيض من فيض وشجون وجنون من تصرفات غير مسؤولة وآهات أراها كل يوم في شوارع العاصمة (الرياض) أرفعها بكل الحب والتقدير لصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الشاب الأمير تركي بن عبدالله آل سعود وأتمنى أن أكون قد أظهرت شيئاً مما أشاهده من سلبيات في شوارعنا تجلب لنا المتاعب وتعيق حركة التنمية التي يحرص سموه الكريم على متابعتها بتوجيهات من والدنا وقائدنا وكبير هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد وفقهم الله لكل خير.
مدير عام التعليم الأهلي سابقاً - وزارة التربية والتعليم