بين كل فترة وأخرى تطالعنا وسائل الإعلام عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - في التوفيق والإصلاح بين طائفتين أو دولتين، لإيمانه حفظه الله بأهمية لم الشمل العربي والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف، وهذا عمل من أعمال الخير التي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين خاصة إذا كان ذلك يتعلق بالدول الشقيقة والصديقة، ولا يخفي فضل الإصلاح وما وعد الله فاعله من الثواب والأجر العظيم.
ومن تلك المبادرات الموفقة: تلك المساعي التي بذلها خادم الحرمين الشريفين في التوفيق بين دولتي قطر وجمهورية مصر العربية التي لاقت تأييداً واسعاً على الصعيد المحلي والخارجي، وهذه المبادرة إنما جاءت لتجسد أواصر الأخوة والمحبة بين دول الخليج والدول العربية والإسلامية وما بينها من وحدة وتلاحم، وليس ذلك بغريب على ملك الإنسانية فهو صاحب المبادرات الطيبة والمساعي الحميدة التي تؤلف القلوب وتزرع المحبة في النفوس، فهو الأب الحنون لا يرضى بالخلاف أيا كان سببه من أجل رأب الصدع وتوحيد الصف العربي، فالدول العربية كدولة واحدة مترابطة عقيدتها واحدة ولغتها واحدة وهدفها واحد وأي خلاف بينها فهو لا يصب في مصلحتها.
أدرك خادم الحرمين الشريفين أهمية الوفاق العربي خاصة في هذا الزمن الذي يعيش فيه العالم العربي والإسلامي في عدد من الصراعات والخلافات التي تخدم أعداء الإسلام، وقد رحب الشعب المصري والقطري والعربي بصفة عامة بهذه المبادرة من رجل السلام الأول الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.
وقد تضمنت تلك المبادرة دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، أشقائه في الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما، وتوحيد الكلمة، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما تلبية لدعوته الكريمة للإصلاح، إذ الإصلاح منبعه النفوس السامية والكبيرة، وقد استجابت الدولتان لذلك النداء الأخوي بقناعة تامة وبنفوس رضية.
شكر الله لكم يا خادم الحرمين الشريفين ما قدمتموه من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين ، وما بذلتموه من مساع جليلة لصالح الأمتين العربية والإسلامية وخاصة ما يتعلق بعلاقة دول الخليج مع شقيقاتها دول الجوار العربي، حتى عم الصفح والإخاء دول المنطقة بفضل الله ثم بفضل جهودكم المباركة، زادكم الله قوة وثباتاً على الحق وأجزل لكم الأجر والمثوبة،{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} (20) سورة المزمل.
- المعهد العالي للقضاء