الجزيرة - المحليات:
نوه عدد من أصحاب الفضيلة خطباء الجُمع بقرار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل تكريم الخطباء المتميزين خلال العام، الذي أعلنه مؤخراً؛ ليتم تكريم عشرين خطيباً من الخطباء المتميزين كل ستة أشهر في مختلف مناطق المملكة في حفل يُقام بشكل دوري.
ووصف خالد بن سليم الشراري إمام وخطيب جامع الشيخ ابن عثيمين بمحافظة القريات بمنطقة الجوف هذه المبادرة بأنها مباركة، وقال: نأمل بأن تتوسع دائرتها لتشمل مديري الإدارات والأئمة والمؤذنين والموظفين والمراقبين من باب المنافسة الشريفة والتحفيز على إتقان العمل. أما المعايير والضوابط التي نرى الأخذ بها عند اختيار الخطباء المتميزين فهي جعل درجة التقويم من (100)، نصفها ترصد بالنظر للخطيب، والنصف الآخر للخطبة، ويكون اختيار الخطباء المميزين من كل منطقة بالنظر إلى عدد الخطباء فيها وعددهم على مستوى المملكة.
ورأى إبراهيم بن مبارك بوبشيت، إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بمحافظة الأحساء أن هذه الجوائز خطوة مهمة؛ من شأنها أن تحرك الهمم نحو المنافسة في عمل دعوي عظيم، وهو المنبر، الذي يطل منه الخطيب كل أسبوع، ويبرز دور الوزارة وقربها ممن هم تحت يدها، والارتقاء بالخطيب وتطويره، ورفع مستوى أداء الخطيب بطريقة التنافس الشريف.
وبيَّن الشيخ أبو بشيت أن بَراعة الإعداد والتكامل تتمثل في عدم التطويل الممل، ولا القصر المخل، والحرص على أن تصل الفكرة والهدف بطريقة سهلة غير معقدة، والاهتمام بالجانب اللغوي وتصليح الأخطاء اللغوية وتجنب اللحن المخل، والحرص على التنويع فيما يناسب الناس والمواسم وتلمس حاجة الناس الذين يحضرون الصلاة عنده، والتوازن في الطرح بين البشارة والنذارة، والمصالح والمفاسد.
أما الشيخ الدكتور نايف بن دخيل الدهمشي العنزي، أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الحدود الشمالية وخطيب جامع الأمير عبدالعزيز بن مساعد بعرعر، فقال: إنها خطوة مباركة؛ فيها تحفيز للخطباء للاهتمام بما يطرحونه ويعالجونه؛ إذ إن البعض من الخطباء لا يلقون اهتماماً لما يتحدثون عنه، أو ربما أخذ بعضهم من الخطب المكتوبة دون أن ينقحها أو يكلف نفسه بالاطلاع عليها؛ فيقع في حرج شديد عند ورود لفظة أو فكرة غير مناسبة.
وأضاف قائلاً: إن من الضوابط التي يجب أن يهتم بها الخطيب الاهتمام بالموضوع بما يناسب حال المتلقين، ومراعاة أحوالهم من ناحية الأسلوب في المخاطبة، ومعالجة ما يستجد من قضايا المجتمع وفق رؤية متأنية بعيدة عن التعصب والعجلة، والبُعد عن معالجة الأخطاء بالأسماء أو الشخصيات، بل معالجة الأخطاء وفق المنهج، ولا يكون الخطيب مساعداً على نشر البدع من حيث لا يشعر.
وأكد الشيخ فيصل بن حمود المخيمر الشمري، خطيب جامع جلوي بحي العزيزية بمحافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية عضو هيئة التدريس بالجامعة وعضو المجلس البلدي بالمحافظة، أن هذا العمل خطوة مباركة، تهدف إلى الارتقاء بالخطباء والخطبة والمستفيدين من هذا الدرس الأسبوعي المبارك، مشيراً إلى المعايير والضوابط عند اختيار الخطيب المميز، منها الحرص على الإخلاص في القول والعمل، وتطبيق الهدي النبوي في الخطبة، وأن يحرص الخطيب على الاعتقاد السليم وفق الكتاب والسنة، وتحديد موضوع الخطبة بدقة، وترتيب الأفكار وتسلسلها، مع الموازنة بين الأفكار، والاستباقية في طرح المواضيع المهمة التي تخدم المجتمع، وتيقظ الخطيب لكل فكر منحرف متطرف متعصب يسيء إلى منهج الوسطية والاعتدال.
وقال الشيخ علي بن جطيل هيشان الرويلي، إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد بمركز هديب بمنطقة الجوف: إن هذه الخطوة المباركة سوف تكون دافعاً للرفع من مستوى الخطباء على مستوى المملكة. أما بالنسبة لمعايير التقييم فمنها أنه لا بد أن يتحلى الخطيب ببعض الأمور، منها: أن يتمتع بصوت واضح قوي مؤثر، يحرص فيه على سلامة مخارج الحروف ووضوحها، وتناغم اللهجة وقوة الصوت مع المواضع التي يريد الخطيب التركيز عليها، ويرغب في لفت الانتباه إليها.
وأكد الشيخ الدكتور إبراهيم بن هذال العتيبي، خطيب جامع الأمير محمد بن فهد بمحافظة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية، أن هذه الخطوة تدل على نظر ثاقب واستشرافٍ أفضل لمستقبل الخطباء والاهتمام بهم؛ إذ سينعكس ذلك إيجاباً على تحفيز الخطيب لتقديم أفضل ما لديه وفق رؤى وتوجهات قيادتنا الحكيمة المنبثقة من الكتاب والسنة.
ولعل من أهم المعايير التي أقترح أن تكون لاختيار الخطيب المتميز ما يأتي: الاعتدال والحكمة؛ إذ إن الناس اليوم بحاجة إلى هذه الصفة التي تزيد من تآلف القلوب وجمع الكلمة.. فعلى الخطيب أن يزن الأمور بميزان العدل والحكمة، ويحذر من التسرع والاندفاع المذموم.