الوطن... هذه المفردة التي لا يمل الإنسان من التغني بها، ولا يسأم من الحنين لها، وما الذي يعدل وطن الإنسان ومسقط رأسه؟ يقال ذلك في كل وطن، فكيف بمن وطنه مهبط الوحي ومنشأ الرسالة وقبلة الملايين؟ ومع ما نعيشه اليوم ونراه في عالم يموج بالفتن ويزخر بالمتغيرات، يصبح الحفاظ على هذا الوطن وأمنه إحدى الضروريات ومن أهم الأولويات التي يجب أن يعتني بها المجتمع بكافة أطيافه، وإيماناً من جامعة الجوف بأهمية الحفاظ على هذا الوطن ومكتسباته عقدت مؤتمر «الوحدة الوطنية ودورها في ترسيخ الأمن» مطلع هذا الشهر، و قبل أن تتمخض توصيات هذا المؤتمر عن إنشاء كرسي علمي يعنى بأبحاث الوحدة الوطنية وارتباطها بالأمن الفكري والاجتماعي والاقتصادي، أعلن معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري عن تدشين هذا الكرسي وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والذي ترجم الاهتمام المنقطع النظير لقيادة هذا الوطن بالحفاظ على اللحمة الوطنية وأمن هذه البلاد .
إن جامعة الجوف وبالرغم من حداثة نشأتها لتؤمن إيماناً عميقاً بدورها المحوري في المساهمة في تنمية مجتمعها والحفاظ على استقراره فكرياً واجتماعياً، وهذا هو الباعث الرئيس لإنشاء هذا الكرسي، الذي سيسهم وبشكل فاعل في ترسية دعائم الوحدة الوطنية ليس في منطقة الجوف فحسب بل في كافة أرجاء هذا الوطن المعطاء، من خلال المناشط المتعددة التي سيحفل بها هذا الكرسي كالمشاريع البحثية المتخصصة والمؤتمرات والندوات وورش العمل، والتي سيكون لها أعظم الأثر بمشيئة الله.
إن هذا الكرسي لم يكن الأول الذي تدشنه جامعة الجوف ولن يكون الأخير، لكنه قطعاً سيكون الأهم لأنه يعنى بأمن هذا الوطن ووحدة مكوناته على اتساع رقعته وامتداد أراضيه. فشكراً لداعم هذا الكرسي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وشكراً لمعالي مدير الجامعة وشكراً لكل المخلصين الذين يحاولون رد الدين لهذا الوطن المعطاء.
د. نجم مسفر الحصيني - وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث والعلمي