طالعتنا صحيفة الجزيرة بعددها رقم 15428 الخميس 03 ربيع الأول 1436 بتعليق محمد القبع الحربي تحت عنوان (هل تكون فعاليات مهرجان ربيع بريدة هذا العام نموذجاً مكرراً للأعوام السابقة)، وإذ نرحب بالنقد الهادف البناء، والتطلعات التي تنطلق من خلال صحيفة الجزيرة، إلا أننا نتوقف قليلاً عند الكثير من المعلومات المغلوطة، والإسقاطات المخجلة، التي تمت بسياق تعليق الزميل، والتي نعتب على صحيفة كبيرة ومرموقة تمريرها، ولاسيما أن الصحيفة كانت ضمن محاور التعليق المنشور.
حيث حاول الحربي ضرب العلاقة الأزلية بين صحيفة الجزيرة ومهرجان ربيع بريدة، والغريب أن يتم السماح له بالنشر، رغم أنه اختلق «الغلط» واتهم المهرجان وطاقمه بصفة الكبرياء المضللة.
ولكي يكون الرد مفصّلاً بنقاط على النحو التالي:
- بدء التعليق بافتتاحية ذكر من خلالها أنه طالع ما نشر بعدد سابق لـ(الجزيرة) عن زيارة مسؤولي مهرجان عنيزة لرئيس تحرير صحيفة الجزيرة، وبعدها بدأ ينتقد مهرجان ربيع بريدة، دون رابط بين ذلك وذاك، ودون أدني مقاربة!
أمر مضحك جداً، أن يمارس هذا «الهزل الكتابي» من يدعي أنه «إعلامي» امتهن العمل الصحفي لعقود - كما يزعم- وأي اختلال بالمفاهيم، وأي إسقاط، وأي علاقة بين الأمرين، يريد أن يصل إليها الأخ؟ الذي فاته أن مثل تلك الأمور «الصبيانية» نسفها الزمن، وأصبحت «ألعاباً» لمراهقي الكتابة، وباحثي «الشهرة التويترية» ممن لا يدركون معنى «القلم المسؤول» والرقيب الذاتي، ويجهلون القيمة الأدبية والفكرية للفكرة المطروحة.
- كتب المعلق بأنه لا يجد جديد بمهرجان ربيع بريدة طيلة السنوات السابقة، لكنه لم يذكر أي شاهد على كلامه، بل أغمض عينيه عن كل التقدم والتطور والجماهيرية لهذا المهرجان، لسبب داخل نفسه لا نعلمه في حروفه المكتوبة أمامنا! وهو يعلم كل العلم أن مهرجان ربيع بريدة هو المهرجان الوحيد الحاصل على جائزتين من هيئة السياحة كأفضل مهرجان شتوي وربيعي بالمملكة، وجاءت الإشادات لصالح المهرجان من قبل أمير المنطقة ونائبه في أكثر من سنة، إلا أن ذاكرة الأخ القبع لم تسعفه، وتحضيره الذهني لم يشفع له كي يقول الحقيقة كما يجب أن تُقال!
- كتب المعلق (... أشاهد القائمين على إدارة المهرجان يقومون بمحاولة تهميش صحيفة القصيم الأولى صحيفتي المفضلة صحيفة الجزيرة... وأتمنى أن يتنازل القائمون على مهرجان ربيع بريدة هذا العام عن كبريائهم وأن أشاهد صحيفة الجزيرة بكل ركن من أركان المهرجان)..!!
أقول، ليتك يا محمد لم تبسط لنا ما تظنه تاريخ حافل لك مع الصحافة ومع الجزيرة تحديداً، لأنك كشفت ضعف تحصيلك، وتواضع أرشيفك مع «صاحبة الجلالة» حينما غاب عن ذهنك ما لا ينكره جاحد - فما بالك بباحث عن مهنية - وهو العلاقة التاريخية بين مهرجانات القصيم، وبريدة تحديداً، وبين صحيفة الجزيرة، ولا أدل من مواقف التكريم والرعاية التي تحظى بها الصحيفة في مهرجانات المنطقة، لكن - للأسف - وجدت الطريق أمامك سالك، كي ترمي تهمك المفتراة على المهرجان ونجاحاته، مع عتبنا الشديد على «الجزيرة» التي لم تتحر الدقة في تمرير مثل تلك الأقاويل.
لذلك، نقول لك يا أخ محمد: (الجزيرة) كانت ولا تزال اللبنة الأولى إعلاميا لكل مهرجانات ربيع بريدة، وسبق أن تم التعاون معها إعلانياً وإعلامياً لسنوات ، ويتم تكريمها سنويا في الحفل الذي يشرفه سمو أمير القصيم فيصل بن بندر وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل في معظم سنوات المهرجان، وتنشر الصحيفة التكريم وهو مصدر فخر لكل القائمين على المهرجان، ولعل المعلق ابعد ما يكون عن الحقيقة وهو يصف تعامل المهرجان بالكبرياء، هدانا الله وإياه وأصلح نفسه وفكره وهدفه!
- كتب المعلق (أكرر عدة مرات آمل من القائمين على مهرجان ربيع بريدة تلافي السلبيات التي حصلت طيلة الأعوام السابقة وأن يقوموا بتنوع اختلاف الفعاليات في المهرجانات القادم لكي يظهر المهرجان بالمظهر اللائق والشكل المطلوب الذي يرضي طموح أهالي بريدة خاصة والقصيم عامة.)
إنه كلام جميل، لكنه غير مهني إطلاقًا، فمهنية الإعلام الحقيقية لا تكون إلا بشواهد، فكما تناسى الشواهد سابقاً، ها هو الآن تخونه «مهنيته» بذكر شواهد السلبيات، التي يؤكد وجودها، وهو ما يجعل من حديثه حديثاً أجوفاً فارغاً، لا يعتد به إلا في مؤانسة جلسات السمر والضحك حول النار فقط. ولعله أراد الوصول لغاية نجهلها، لكن خبرته لم تساعده على النهوض جيدا بالمهنية النقدية فأصبح تعليقه مثارًا للتهكم والسخرية بدلاً من أن يكون محور احترام وتقدير.
- نرفق لعزيزتي الجزيرة بعض قصاصات من ما نشرته (الجزيرة) حول المهرجان ونترك لذاكرة المعلّق التعليق عله يجد ما يستر فيه عورة تعليقه، مع التأكيد بأن النقد الهادف البناء لا يخيف إلا الفاشلين، أما النقد المجرد الفارغ فهو كشف بالمجان لهوان وضعف صاحبه.