الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح:
أعرب معالي أمين منطقة الرياض المكلف الدكتور إبراهيم الدجين عن سعادته وامتنانه للنجاح الذي واكب المؤتمر العالمي (بيئة المدن) 2014 تحت عنوان (عمادة البيئة لتعزيز القيمة المستدامة للمدن)، الذي نظمته أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع بلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية بمركز الملك فهد الثقافي.. والذي حظي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وحرصه على نجاح هذا المؤتمر وتحقيق الأهداف المرجوة من وراء إقامته.
وقال الدكتور الدجين: إن هذا المؤتمر قد تحدث فيه أكثر من 15 (متحدثاً) من عدة دول من أوروبا وأمريكا وشرق آسيا والدول العربية وهذا يعد مصدر قوة للمؤتمر ولا شك أننا متفائلون بصدور التوصيات التي سوف تحقق الغايات والأهداف المرجوة التي سوف تساعد على تأسيس مفهوم عمارة البيئة في المدن وتعزيز التنمية المستدامة فيها وبالنسبة للتوصيات فإنه في نهاية كل مؤتمر لا بد أن يخرج كخلاصة للأوراق العلمية وهي موجهة لصناع القرار بالدرجة الأولى في المدن العربية..
وقدم الدكتور الدجين في ختام تصريحه الشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر بدءاً من اللجنة العليا المنظمة، واللجان الفرعية: اللجنة العلمية ولجنة العلاقات العامة واللجان المالية وكذلك وسائل الإعلام المختلفة.
كما قدم الشكر لمنظمة المدن العربية على التعاون ومركز البيئة للمدن العربية وبلدية دبي وجميع المشاركين بالإضافة إلى زملائنا في أمانة منطقة الرياض الذين وجدت منهم تميزًا في أدائهم وعطائهم.
واعتبر الدكتور إبراهيم الدجين إقامة المؤتمر في مركز الملك فهد الثقافي أحد العناصر في إنجاح هذا المؤتمر ونشكر إدارة المركز على تهيئة كافة مقومات النجاح.
استحداث مجلس استشاري بخبراء متخصصين
وكان المؤتمر العالمي الرابع بيئة المدن 2014 الذي عقد تحت عنوان (عمارة البيئة لتعزيز التنمية المستدامة للمدن) الذي نظمته أمانة منطقة الرياض وبالتعاون مع بلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية، وذلك برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية على مدى ثلاثة أيام وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض.
ورفع المشاركون في المؤتمر أسمى آيات الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله على استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر العالمي، وقدمت اللجنة المنظمة كذلك بجميل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ولصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ولسعادة الدكتور إبراهيم بن مبارك الدجين أمين منطقة الرياض المكلف على الرعاية الكريمة وحسن الضيافة متمنين لمدينة الرياض وللمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً كل توفيق ونجاح.
كما قدمت اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر الشكر الجزيل لكافة الشركاء المنظمين الذين عملوا على إنجاح هذا الحدث ونخص بالشكر أمانة منطقة الرياض وبلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية ومنظمة المدن العربية على ما قدموه من دعم مشكور وكذلك الشكر لرعاة هذا المؤتمر وهم شركة الاتصالات السعودية وشركة بندة العزيزية المتحدة.
ونظرا للقيمة العلمية للمؤتمر وبناء على أهمية موضوع عمارة البيئة وأهميته الكبرى في أنسنة المدينة العربية وحيث إن التطورات العلمية والعملية تشهد تطورا ملحوظا على المستوى العربي والعالمي فإن جميع أصحاب الأوراق العلمية والمشاركين يتمنون أن يعتمد هذا المؤتمر من ضمن أجندة مدينة الرياض وإسهاماتها ومبادراتها الريادية المقدمة للمدينة ومجتمع المدينة على المستوى العالمي على أن يعقد المؤتمر كل عامين لعرض أحدث ما توصلت له الجهود الإنسانية في عمارة البيئة وتعزيز التنمية المستدامة وذلك بالتنسيق مع الشركاء لهذا المؤتمر.
ونادى المشاركون في المؤتمر العالمي الرابع لبيئة المدن استحداث مجلس استشاري مؤلف من خبراء متخصصين عالميين في مجال عمارة البيئة للمدن تتشارك فيه البلديات مع المطورين وكبار المخططين من أجل التشاور وتقديم تصورات موحدة لتلافي عملية التداخل وتبحث فيه أفضل السبل للتكامل وتقديم خطط إستراتيجية تحترم البيئة وتحافظ على مقدراتها وتوفر بيئة هانئة للمجتمع المحلي.
كما أوصى المشاركون جميعا بأهمية الاعتناء بالتشريعات والسياسات البلدية ووضع المواصفات الفنية في مجال عمارة البيئة وتعزيز التنمية المستدامة بما في ذلك التشريعات المحفزة على التوجهات الخضراء نحو الاستدامة وترشيد استهلاك الطاقة وتشجيع مشاركة القطاع الخاص وأفراد المجتمع في أعمال عمارة البيئة والتشجير وتعميم وتبادل هذه التشريعات على مستوى المدن العربية وبقية المدن العالمية المتطورة بما يضمن الاستفادة من هذا الرصيد الضخم والبقاء على اطلاع دائم بأحدث التشريعات العالمية.
كما أوصى المشاركون بأهمية تطوير برامج فنية متخصصة ودورات تدريبية متخصصة في مجال عمارة البيئة وأن تولي الجهات الرسمية المعنية بالتخطيط الحضري والعمراني.
وطالب المشاركون في المؤتمر في يومه الختامي باعتماد تطبيق التقنيات الحديثة في عمارة البيئة واستقطاب احدث التقنيات والاستفادة منها في هذا المجال ولتعزيز الإبداع لذلك يوصي المشاركون بتحفيز الجامعات والكليات ومؤسسات البحث العلمي للمساهمة في تقديم الحلول الإبداعية ومن ذلك تخصيص منصة تنافسية على شكل جوائز علمية للمشاريع والمبادرات والمقترحات والحلول العملية التي يقدمها الطلبة والباحثون باسم (جائزة الأمير منصور بن متعب للإبداع الجامعي في عمارة البيئة) على أن تحكم هذه الجوائز وتعلن بالترافق مع تنظيم هذا المؤتمر.
وكان جدول أعمال اليوم الختامي تضمن جلسات عن محور الحوكمة واتخاذ القرار نحو عمران مستدام بخمسة أوراق افتتحها الدكتور عبد الباقي بن محمد صالح التيسان، الأستاذ المساعد في قسم عمارة البيئة، كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام، بعنوان: «تعليم ومجالات العمل لمهنة عمارة البيئة بالمملكة العربية السعودية» مؤكداً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت اهتماماً كبيراً لتحقيق التوازن التنموي بين كافة مناطق المملكة وشدد على ضرورة أن يلمس المواطن والمقيم من أقصى الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مزيداً من الرفاه والرقي في الخدمات البلدية.
وأشار د. التسيان إلى أهمية العناية بالقيمة الاقتصادية والاستثمارية للأبنية الخضراء وما تتيحه من فرص استثمارية وما تحققه من فوائد للمجتمع وللمتعاملين في هذا المجال من الاستشاريين والمهندسين، إذ أثبتت عدم تأثير استخدام تقنيات الأبنية الخضراء على رفع التكلفة الكلية بل تحقق جدوى اقتصادية عالية بتوفير وخفض استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد وتحسين البيئة كأهداف إستراتيجية مما يقود لتحقيق قيمة المؤتمر والتأسيس لبيئة مدن عصرية.
ثم قدم م. محمد عبد الله محمد رفيع مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط ببلدية دبي، ورقة علمية بعنوان «تطبيق معايير الاستدامة في مشاريع الحدائق العامة والساحات في دبي» أشار فيها إلى مدينة زهرة الصحراء المتعددة الألوان التي تخطط بلدية دبي لإطلاقها في الفترة القادمة، والتي تتلاءم مع البيئة الصحراوية كرمز للاستدامة، لتتكامل من خلالها كل احتياجات الأفراد في مكان واحد.
وتواصلت جلسات اليوم الأخير للمؤتمر العالمي الرابع لبيئة المدن 2014 بالورقة الثالثة التي قدمها كارستن ريس المدير التنفيذي للدارة الفنية والبيئية في مدينة كوبنهاجن بالدنمارك متحدثاً فيها عن «التنمية المستدامة في مدينة كوبنهاجن عاصمة البيئة الأوروبية 2014». موضحًا تتميز كوبنهاجن بالمعايير البيئية العالية والطموحات والأهداف البيئية والتطويرية للمدينة، مثل خفض انبعاثات الكربون في هذه المدينة الصناعية التي تنمو باستمرار بنسبة دون 13 % منذ عام ،1990 هذا واستطاعت المدينة أيضاً تحقيق أعلى معايير الحفاظ على البيئة في عمليات قطاع النقل العام.
وفي الجلسة الخامسة تحدث المهندس جي هو نائب الرئيس معهد بكين للتصميم والتخطيط العمراني بمدينة شانشوي مدير وكبير فريق أبحاث العمارة في بكين. مستعرضاً التنمية المستدامة للتنمية في المدن في الصين، حيث ذكر جي هو أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تحقق نجاحاً في غياب انتعاش حقيقي وقوى للاقتصاد العالمي وبيئة سليمة للتجارة الدولية والاستثمار موضحاً بأن الصين توضح أنه لا يمكن تكرار الطريقة القديمة «التلوث أولاً والمعالجة في وقت لاحق».
ثم جاء الدور على المهندسة ندين البيطار المدير الإداري لشركة أمكنة دبي الإمارات لتقدم ورقة عن «استراتيجيات المجال العام في دبي»، متناولة أهمية التخطيط وتصميم المساحات المفتوحة في تنفيذ إستراتيجية التصميم الحضري لمشاريع التطوير الخاص وكيفية استخدام عمارة البيئة في استراتيجيات دبي.
كما قدم المهندس يوشومي كونو مصمم معماري بمؤسسة كونو ديزاينز نيويورك الولايات المتحدة ورقة: «تأثير العمارة البيئية الزراعية في الأماكن المغلقة على الرفاهية الاجتماعية من خلال استخدام التكنولوجي».
التخلص من مخاوف التصميمات البيئية
كما قدّم المحاضر سعادة م. بيتر اسكوت، مهندس عمارة البيئة بالمعهد الأسترالي لمهندسي alia-udi المدير العام للبيئة، محاضرة في المؤتمر العالمي الرابع (بيئة المدن) الذي استضافته الرياض بعنوان (التخلص من مخاوف التصميمات البيئية وتقنيات المساحة العامة)، والذي يهدف إلى تبادل أفضل الممارسات والمشاريع الناجحة بين الجهات المتخصصة في مجال عمارة البيئة، وتقديم أطروحات وتجارب علمية وأحدث أبحاث تصميم عمارة البيئة (تصميم وتنسيق المواقع)، وتقييم التحديات والمعوقات الرئيسة لتبني البرامج والتطبيقات الحديثة في مجال عمارة البيئة، وكيف يمكن للشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص العمل بشكل أكثر فاعلية، وتوفير فرصة جيدة لمسؤولي المدن العربية ورؤساء البلديات والمعنيين بهذا المجال في القطاعين العام والخاص، للاطلاع على التجارب الناجحة في مجال عمارة البيئة، إضافة إلى نشر الفكر والممارسات المتميزة للمدن العربية لتعزيز ثقافة المدن الصديقة للإنسان.
أعقبها في المحاضرة الثانية سعادة م. جالا مخزموي، المؤسس المشارك unit44 للعمارة والمناظر الطبيعية والتخطيط البيئي الأستاذ الدكتور في هندسة المناظر الطبيعية بالجامعة الأمريكية ببيروت، بورقة تتحدث عن (التخضير والتشجير الحضري المستدام في المناطق الجافة).
وتُختتم الجلسة الثانية بورقة ثالثة تتناول (تصميم المواقع والأحياء التي تحقق رفاهية العيش)، يقدمها سعادة م. أرانكا مونوز كريادو، مدير التخطيط الحضري وتصميم المواقع والبيئة في مدينة فالنسيا بإسبانيا.
المهندس يوشومي يتحدث لـ»الجزيرة»
من جانبه أعرب المهندس يوشومي عن سعادته وامتنانه لوجوده ومشاركته في هذا المؤتمر وكذلك التفاعل والحماس الذي لمسه أثناء انعقاد المؤتمر وكذلك حسن الضيافة والاستقبال وروعة وجمال مركز الملك فهد الثقافي الذي يتوافر فيه كافة مقومات مثل هذه المؤتمرات العالمية.
وقال المهندس يوشومي كونو مصمم معماري بمؤسسة كونو ديزاينز نيويورك الولايات المتحدة والذي قدم ورقة: «تأثير العمارة البيئية الزراعية في الأماكن المغلقة على الرفاهية الاجتماعية من خلال استخدام التكنولوجي خلال مشاركته في مؤتمر بيئة المدن 2014 الذي استضافة الرياض بأنه سلط الضوء على أهمية توفير بيئة حضرية متطورة وآمنة تتجاوز في مفهومها إطار المدن التقليدية وذلك عن طريق تطبيق باقة من البرامج المتقدمة لحماية ومراقبة البيئة ضمن منظومة إدارة بيئية متكاملة تحت مسمى «مدن خضراء»، والتي تعنى بمراقبة جودة الهواء المحيط وكذلك قياس الملوثات الصادرة من المصانع ومتابعة أدائها، من أبرزها برنامج مراقبة جودة الهواء في المدن الصناعية، والعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنها الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة على جعل الصناعة في مدنها الصناعية نظيفة وصديقة للبيئة، لحماية المجتمع والأجيال القادمة من التلوث وضمان سلامة العاملين فيها، وتقوم بتطبيق أنظمة التحكم في البيئة والسلامة المعمول بها عالمياً، إضافةً إلى إنشاء إدارة للبيئة داخل كل مدينة صناعية، للإشراف على وضع أنظمة السلامة.
وأبان يوشومي أن قضايا الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها وتنمية مواردها يلقى اهتماماً خاصاً، وجعلته ضمن أولوياتها، ووضعت خطة بيئية مدروسة، وبرنامجاً تنفيذياً متكاملاً يشمل العديد من المشاريع والمبادرات لتحويل الأهداف والغايات لواقع ملموس، وتحقيق المواصفات الدولية في بيئة المدن المستقبلية.
كما أبدى المهندس يوشومي سعادته للنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة حيث أبدى إعجابه بحي السفارات وبرج المملكة وبرج الفيصلية وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية)، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ومنتزه الملك عبدالله بالملز.
كما أبدى سعادته بالتراث والفنون الشعبية التي شاهدوها خلال زيارتهم لبعض القطاعات الحكومية.