تونس - فرح التومي
أكدت اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي الكوارث ومجابهتها، أن الوضع بمناطق الشمال الغربي ومحافظة القصرين الناجم عن تساقط الثلوج والأمطار بكثافة خلال الأيام الثلاثة الماضية في تحسن ملحوظ بعد تدخلات الجهات المعنية وتقديم عديد المساعدات وتراجع التساقطات. وأفادت اللجنة أنه تم فك العزلة عن أغلب المناطق المتضررة وفتح الطرقات وتقديم مساعدات من الأغذية والأغطية والأفرشة والملابس ومبلغ مالي (20 دولاراً فقط) لكل عائلة من آلاف العائلات في محافظات جندوبة والكاف وسليانة بالشمال ومحافظة القصرين بالوسط الشرقي. إلا أن نداءات استغاثة لا تزال تصدر عن السكان في الجهات المنكوبة التي تضررت كثيراً من تساقط الثلوج التي بلغت ارتفاعها متراً كاملاً في بعض الجهات الريفية، حيث استحال الوصول إلى مئات العائلات العالقة بمنازلها المتداعية للسقوط بلا مأكل ولا ماء صالح للشراب.
وقد تسبب تراكم الثلوج بالمعبر الحدودي بوشبكة بجهة فريانة من محافظة القصرين (250 كلم شرق وسط العاصمة تونس) في غلق الطرقات المؤدية الى المعبر مما منع بعض الجزائريين من العبور إلى تونس. ولوحظ كذلك تنامي الإقبال على مختلف وسائل التدفئة كمحطات التزود بالوقود والغاز والفحم، كما أغلقت أغلب المحلات التجارية بمدينة القصرين نتيجة شدة البرد وسوء الأحوال الجوية باستثناء الصيدليات ومحطات التزود بالوقود.
كما تسبب تهاطل الثلوج بمدينتي تالة والعيون من المحافظة نفسها في أوضاع إنسانية مزرية شملت قطع الطرق وانقطاع المياه والتيار الكهربائي مما أدى بدوره إلى توقف الأفران عن العمل وبالتالي حرمان الأهالي من الخبز. ومن ألطاف الله أن مرت العاصفة الثلجية بأقل الأضرار حيث عادت الحياة لتدب تدريجياً في المناطق المنكوبة منذ صباح أمس الجمعة بعد أن تواصل هطولها بكميات كبيرة ثلاثة أيام متتالية، عجزت السلطات المحلية بسبب محدودية إمكانياتها عن مواجهتها.