كتب - زبن بن عمير:
الموت سنة الحياة وكل من على هذه الأرض فهو إنسان فان لا يوجد من هو مخلد.
وقبل أيام قلائل تلقى الوسط الشعري والأدبي في المملكة العربية السعودية والخليج عامة صدمة قوية في رحيل الشيخ الشاعر الكبير رشيد الزلامي الذي عاش ومات كريما شهما نبيلا ولم يكمل محبو رشيد ساعاتهم الـ12 الأولى إلا ويتلقون خبر وفاة الشاعر الآخر محمد النفيعي المدرسة الأدبية والشعرية الفريدة وشاعر البسطاء وصوتهم القوي.
الزلامي رحل بعد أن اعتزل شعر المحاورة وكأنه يخفف عل محبيه ويعودهم على فراقه بل وكان الزلامي قد رثى نفسه قبل الرحيل بقصيدة عصماء هي:
يالموت لك هيبه تِهِزّ السلاطين
ولك حزّةٍ ماتدري الناس عنها
ولك ضربةٍ تقطع حبال الشرايين
ولك طعنةٍ ماغيرك اللي طعنها
ولك سطوةٍ فالهند والسند والصين
والغرب وِبشام الديار ويمنها
ولك صدمة تَفْجع قلوب المحبين
ولك خَطْفةٍ ماينفع الحرص منها
هذا انت بس المشكله عنك لاهين
نَرْكض ورى دنياً رخيصٍ ثمنها
ويالله يارب العباد المصلّين
اللي يديها بالصدر تِحْتِضنْها
رحماك لامِنْ حافنا نازح البين
والروح مِنْ بين الحنايا مِكَنْها
أنت الرجا والعبد مخلوق مسكين
والموت ساعة حق لابد منها
أما النفيعي أبا خالد فكان في العناية المركزة ليخرج منها ويرثي الزلامي ويكتب تغريدتين ثم يعود ليلحق برفيقه أبا جميل وكانت آخر تغريدات النفيعي رثاء أبا جميل قائلاً: «لله ما أخذ ولله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا الحمد لله، اللهم رحمة عرضها السموات والأرض، أحسن الله عزاء الجميع».
ثم شكر محبيه قائلا لهم: «مطراً مطراً غيمة غيمة شكراً لكل حروفكم دون استثناء، الله وحده يعلم كم وكيف تؤثر على قلب مُحبكم المقر بفضلكم عليه بعد كرم الله وفضله».
فيما كانت آخر أشعاره مدح فيها رجال «الهيئة»، حيث قال فيها: «يا نور الأرض ويا حماة الفضيلة.. ويا وجه مثل الصبح يا مشرق الأنوار.. ثوب قصير أبيض ولحية طويلة.. ولسان متعطر تهاليل وأذكار».
أما المراثي فقد امتلأ بها هاشتاقان وضعا للزاحلين باسميهما ومن المراثي كانت هذه الأبيات للشيخ الدكتور عايض القرني:
ياعتيبه احسن الله عزاكم في الفقيد
في الزلامي جعل مثواه جنات النعيم
تقدر الهيلا تعوض لنا نجم فريد
كل ما ودع كريم يجي عقبه كريم
أما الشاعر والإعلامي فيصل الشريف فرثاهما قائلا:
يبقون لو من بعدهم جات أسامي
عينين في راس الشعر ما ترمّد
علاّمة القلطة: رشيد الزلامي
وعلاّمة النظم: النفيعي محمّد