رئيس الهلال لا يرحب بالنقد، ولا يحبه، بل بات يقاطع منتقديه!! وثمة فرق بين النقد الشخصي ونقد العمل، فإذا كان هناك نقد شخصي له، فمن حقه رفضه أو قبوله، لكن إذا كان النقد يخص أمور النادي، فلا نتفق معه أبداً، فنحن نتحدث هنا عن فريق ليس ملكاً للهلاليين فقط، بل هو ملك لكل السعوديين الغيورين على رياضة بلدهم، نعم.. فهذا الفريق رغم كل العلل الإدارية والفنية، التي تنهش في جسده، وبرغم تراجعه، ما زال (يتصدر) إلى الآن كل الفرق في عدد اللاعبين المنضمين للمنتخب، ثم إن النقد هو (وقود) التحضر، وعنوان الرقي، ومفتاح التغييرالذي ارتقى بكل الأمم المتقدمة، فضلاً عن مؤسساتها وقطاعاتها، وفي المقابل ما تخلفت الكثير من الأمم، وتراجعت إلا بمحاربتها للنقد وزهدها فيه، فلمَ نرفض النقد إذا!! وأنا هنا سأحاول الابتعاد عن النقد، كي لا أدخل في قائمة (المحظورين) فقط سأقدم كشف حساب لبعض المشكلات الإدارية والفنية، وبعض الأولويات التي لم تحدث إلا خلال الرئاسة الحالية، فالهلال لأول مرة يخرج فيه رئيسه ليطالب بمقابل مالي للترجل عن كرسي الرئاسة، والفريق يبتعد عن تحقيق الدوري لأربعة مواسم متتالية، وهو الشيء الذي لم يحدث منذ عشرات السنين، ونائب الرئيس السابق يقدم استقالته، والمدرب السابق يبعد، ثم رئيس أعضاء الشرف يعلن عن رحيله، ونائب الرئيس الحالي موقوف، وهي أشياء تحدث للمرة الأولى أيضاً، ولأول مرة أيضاً يخرج النادي في أحد المواسم دون تحقيق بطولة واحدة على الأقل، ومستوى الفريق يتراجع بشكل (مخيف) ويعجز عن التسجيل في مرمى الفرق الكبيرة، فضلاً عن الفوز عليها، وأصبح الفوز على الفرق الصغيرة، إنجازاً يفرح به اللاعبون ويتراقصون من أجله، بعد أن كان مجرد تعادل الفرق الكبيرة، أمام الهلال فخراً وإنجازاً لها، وأعضاء الشرف مبتعدون ومنقسمون، في سابقة تحدث للمرة الأولى أيضاً في تاريخ النادي، وسور الزعيم العظيم، الذي كان يمنع حتى الهمسات من الخروج (ستة عقود) خارج النادي، بات وشيكاً على السقوط، وأصبحت الأصوات تسمع خارجه بوضوح!! وكل شؤون وشجون النادي وصراعاته ومشكلاته، تظهر للإعلام وعلى صفحات الجرائد، وحتى الجماهير باتت منقسمة ومبتعدة، وتهجر المدرجات، لأول مرة في تاريخها، ودكة البدلاء في الفريق ضعيفة وهشة لا يراهن عليها فريق من الدرجة الأولى، بعد أن كان بعض الاحتياط في السابق أفضل حتى من الأساسي، ولاعبون اعتزلوا في ظروف (غامضة)وآخرون كانوا من أعمدة الفريق، وانتقلوا منه، لم تحسن الإدارة في إقناعهم على البقاء، أو في التفاوض معهم، وبعد.. هذا كشف حساب مختصر، يحوي قليلاً ظاهراً، من كثير خافٍ، أنت يا سمو الأمير أعلم به منا، وكشف الحساب بالضرورة، فيه دائن ومدين، فإن كنت دائناً فلك الوفاء وإن كنت مديناً فعليك، ثم إن جماهير الزعيم وكل المحبين والمنتمين له، لا يهمهم في الحقيقة أن يبقى طاقم الإدارة كله أو يرحل، فقط يهمهم أن يبقى زعيمهم ويعود إلى مكانه الطبيعي،كأعظم فريق أنجبته القارة الصفراء، وإلى عرشه، والذي بتنا نشك أن يتنازل عنه طواعية، فهل أنتم فاعلون؟؟ البطولة الآسيوية قريبة، وكأس ولي العهد قرب قطافه، والدوري ما زال متاحاً، وبعدهم كأس الملك، والانتقالات الشتوية على الأبواب، والهلاليين يريدون عملاً يجلب لهم أملاً، وهم على الميعاد، ويموتون دون أمجاد، والبطولات هي لهم خير زاد، وصبرهم أوشك على النفاد، وغضبهم وانتقادهم لا يسكته إلا الذهب، فهل أنتم لهذا مستعدون؟؟
صالح الصنات