لا شك أن سموكم الكريم يتابع ويقرأ ويسمع ما يحدث للمعلمات يوميًا من حوادث مخيفة تذهب ضحيتها أمهات ومربيات في كل يوم يمر، والحال هذه مستمرة منذ سنوات, وقد بادرت الوزارة بإطلاق ما يسمى (لم الشمل) في السنوات الأخيرة وهي خطوة متى مافعلت بشكل جيد ستجمع الشتيتين بعد تفرق وابتعاد وعناء نفسي وفكري وجسدي, ولكن ما رأي سموكم في العسكريين والأطباء وعموم الموظفين الآخرين والذين بدون أعمال حينما تكون زوجة الواحد في ديرة وهو في ديرة أخرى, ألا يحق لهم أيضا (لم الشمل) إنهم في نظري أهم و أولى، وسموكم الكريم صاحب مواقف مشرفة وعظيمة ويتسع صدرك لهؤلاء الذين لم يتم لم شملهم, فقد سمعت وشاهدت وعرفت مجموعة كبيرة من هذه الفئة يعانون الأمرين من تشتت الأسر وضياع الأبناء والمعاناة النفسية بسبب تباعد أحد الوالدين أو كليهما مما يخلف عوائق عديدة عائلية وتربوية وأسرية وبالتالي تعود بالضرر على المجتمع الذي يفترض فيه تقارب أسرة والحد من التشتت النفسي والذهني والبدني, كذلك الحد من الحوادث التي تنذر بأكبر الأخطار, هلك فيها العديد من المعلمات والمعلمين وبقيت أسرهم بدون عائل أو فقدت الأب والأم أو كليهما, مما يخلف معاناة لا يمكن وصفها أو تحملها ومن يطالع الصحف والأخبار اليومية يصاب بالاكتئاب لما يراه ويسمعه من حوادث على الطرق البعيدة والخارجية التي أودت بحياة كثير من الأمهات على الطرقات، وكذلك شابات لازلن في بداية حياتهن يتطلعن لمستقبل مشرق جزاء ما اجتهدن فيه من دراسة وتحصيل ولكنها في الآخر تذهب سدى وتزهق فيها الأرواح والأنفس بأبخس الأثمان على الطرقات.
سيدي .. أعلم أنك تدرك كل هذا ولكن الحال إن بقي على ماهو عليه فستزيد المعاناة والكوارث ونحتاج إلى وقفة سموكم لهذا الأمر وذلك بدراسة واقعية ولم شمل من لم يلم شملهم والذين أيضا طلبوا التقاعد المبكر نتيجة ظروفهم التي أجبروا عليها ولم يستجب لطلباتهم .. نأمل أن يكون سموكم عونًا لهم على التغلب على هذه الظروف العائلية الصعبة ولم شملهم مع الآخرين من المعلمين والمعلمات حتى نوفر الكثير من الجهد والعناء والحوادث وهو أمر لن يتحقق إلا بقرار عاجل وحاسم من سموكم لحل هذه الإشكالية، والجميع لديهم عشم كبير في سموكم حيث مر على هذه الحالة سنوات عدة ولا بارقة أمل تلوح في الأفق ولا يقتصر مسلسل المعاناة على الاغتراب في قرى وهجر ومدن بعيدة عن الأهل إذ إن هناك آلاف المعلمات يقطعن يوميًا مئات الكيلومترات في مشوار يومي يبدأ من خيوط الفجر الأولى وينتهي عند المساء, وما تحمله الإحصائيات من حوادث مرورية يشيب لهولها الرضيع راح ضحيتها العديد من المعلمات إضافة إلى وجود بعضهن في ظروف صحية صعبة وأيضا مابين استغلال سائقي الحافلات إلى المحرم (المستأجر) الذي يُدفع له راتبًا مقابل وجودة معهن. إنها مأساة لن يحلها ويعيد الهدوء والسكينة إلى نفوسهن إلا الله ثم سموكم الكريم بنظرته الثاقبة وفكره النير ولنا فيكم ياصاحب السمو كبير الأمل بأن تلموا شمل الأسر لنحافظ على توازن المجتمع وعدم تفككه وتباعد روابطه بانتظار ماترونه حفظكم الله.