بادئ ذي بدء أهنئ وأبارك لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد الأستاذ/ سليمان بن سعد بن عبدالرحمن الحميِد بتوليه منصبه الجديد متمنياً له التوفيق والعون والسَداد من اللَه سبحانه وتعالى، وأن يكون أهلاً للثقة الكريمة التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين- حفظه اللَه-, موضحاً و مطالباً معاليه بالانتباه عاجلاً إلى حل مشاكل كثيرة في هذه الوزارة التي تلامس المجتمع كثيراً أو مرتبطة به ارتباطا وثيقا وجل أعمالها كلها محصورة في هذا الجانب فلو تحدثت عن مشاكل الوزارة كلَها لاحتجت إلى صفحات ومجلدات كيف لا والوزارة كما ذكرت مرتبطة ارتباطاً كاملاً في المجتمع وهمومه وآهاته لكنني في هذه العجالة سأتطرق إلى بعض هذه المشاكل وبطريقة مختصرة تلميحية فقط ورؤوس أقلام خفيفة لثقتي التامة أولاً بمعالي الوزير الذي لا أشك مطلقاً بأنه سيفهم تلك التلميحات عاجلاً ولاحترام الصفحة ثانياً وظروفها فلو نظرنا مثلاً إلى الجمعيات الكثيرة المنتشرة في المملكة ذات التنوع الكبير في خدماتها من تعاونية إلى خيريَة إلى رقابيَة، وخلاف ذلك لوجدنا أن تلك الجمعيَات شبه مهملة وكلُ يغني على ليلاه، فالرقابة مفقودة والأنظمة غير مطبقة إلَا ما رحم ربّي, وأمّا مراكز التأهيل الاجتماعي وخدمات المعاقين فحدّث ولا حرج فهي كلها تحتاج إلى غربلة وتنظيم وتدقيق كامل حتّى تؤدي خدماتها وأهدافها التي أنشئت من أجلها ناهيك عن القصور الكبير في متابعة هؤلاء المعاقين صحيّا واجتماعيَا وتعليمياً وغير ذلك من الأمور الأخرى التي يحتاجها المعاق في حياته وكل هؤلاء امانة كبيرة في أعناق المسؤولين في الوزارة اعانهم اللَه على ذلك, وأما الضمان الاجتماعي وما أدراك مالضمان فهو الآخر يحتاج إلى اهتمام ومتابعة وحل كافة المشاكل التي تواجه المستفيدين من الفقراء والمعوزين والذين يشكلون أهميَة بالغة وكبيرة في تشكيل الوزارة ذلك لأنَه يوجد للضمان وكالة خاصة وهي وكالة الضمان الاجتماعي، وهناك عدد كبير من المواطنين يراجعون مراكز الضمان الاجتماعي ويلاقون المصاعب في إنهاء اجراءاتهم ولاسيما إذا ما عرفنا أن الغالبية منهم كبار في السِن وفقراء وأرامل ونساء، وكل هؤلاء يحتاجون إلى خدمات راقية وهو ما تهدف إليه الدولة أيَدها اللَه كما أن دور الرعاية الاجتماعية ودور التوجيه الاجتماعي ودور التربية الاجتماعية ودور الملاحظة الاجتماعية والتي لها وكالة خاصة , هذا النَوع من الدور ومنسويها يحتاجون إلى رعاية دقيقة كلٌ حسب احتياجه واختصاصه وما يلفت الانتباه والنظر أنَه من الضروري انتقاء المشرفين والموظَفين على هذه الدور كي يقوموا بأعمالهم المناطة بهم ويقدموها لمن يحتاج من هؤلاء على أكمل وجه, وبهذه المناسبة أرى فتح باب التطوّع للعمل في هذه الدور من الأشخاص المتقاعدين ذوي الاتجاهات والميول للعمل الخيري خصوصاً من كان لديهم خبرة طويلة في هذا المجال ثم إن بعضهم قد يكون قصَر في بداية عمله ويودّ أن يكمل ذلك العمل تطّوعاً وذلك بعد إحساسه بالمسؤولية والمخافة من اللَه فأرى بأن تقوم الوزارة بالسَماح لأولئك المتطوعين بالطبع بعد مقابلتهم والتثبّت من خبراتهم ومؤهلاتهم وإحضار ما تراه الوزارة ضروريا بهذا الشأن, إذ إن كل قسم من هذه الأقسام يحتاج إلى أناس متخصصين به فمثلاً دور التربية الاجتماعية تحتاج إلى أناس متخصصين تربوياً واجتماعياً ولديهم خبرة طويلة في هذا المجال لأن معاملة هؤلاء الطلاب المقيمين بالدور تحتاج إلى أناس من هذا النّوع وقس على ذلك دور التوجيه ودور الرعاية ودور الملاحظة.
أما الحديث عن التسّول المشكلة والطامة الكبرى في جبين الوزارة فهو يحتاج إلى مقال خاص به لما يتمتع به من آهات وأوجاع ومصائب كثيرة وسيكون إن شاء اللَه تعالى في مقال قادم بإذن اللَه تعالى، وفي الختام ليعذرني معالي الوزير على أن فاتحته في بداية عمله بهذه المعضلات لكنني لا أشك مطلقاَ إلا أنه أهل لها بإذن اللَه تعالى... واللَه يوفق الجميع لما يحب ويرضى...