كلنا يتابع باستمرار نشاطات مركز الملك عبدالعزيز الوطني للحوار ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف. ولا شك أن المركز قام بجهود جبارة، وعقد حوارات عدة من قِبل المثقفين مع مختلف أطياف المجتمع، وتوصل هذا الحوار إلى نقاط التقاء عدة، منها الوسطية والوحدة الوطنية ونبذ التطرف واستمرار الحوار على مختلف القضايا الوطنية التي تهم المجتمع، والتي توحده ولا تفرقه.. وكان آخر لقاءات هذه الحوارات التي عقدها المركز اللقاء العاشر حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية؛ ما جعل سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز يشيد بالمركز وإنجازاته خلال استقباله لمعالي عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجلس أمناء المركز الشيخ عبدالله المطلق ونائبه الأمين العام الأستاذ فيصل بن معمر ومساعده الدكتور فهد السلطان. وإزاء هذه الإشادة وهذه الجهود التي يبذلها المركز لسنوات عدة، جعلت هذه الجهود المباركة يتمخض عنها نتائج جيدة في القضايا كافة التي تم الحوار حولها، وهذه النتائج نتائج نقاش فكري واجتماعي رصين، توصلوا فيه إلى نقاط التقاء وحلول لمختلف القضايا التي تحفظ للمجتمع تماسكه وتعاضده وقوته أمام مختلف التيارات الهدامة، التي تحاول تفكيك وزرع الفتنة والفرقة فيه.. فإن الجميع يتوق لمعرفة تفاصيل ونتائج هذه الحوارات.. وليس الهدف معرفتها فحسب، بل الجميع يهدف إلى أن يقوم المركز بنشرها وتفعيلها في أوساط المجتمع ودوائره الرسمية كافة، لاعتمادها والعمل بها وقطع الطريق على كل من تسول له نفسه تكريس الفرقة أو اللعب على وتر العصبية والتزمت والتشدد وتقطيع أوصال المجتمع وتشرذمه؛ لأنه من المؤكد أنه ليس المهم أن يحصل المركز على نتائج أو يجري الحوارات المتعددة بل الأهم تفعيل هذه النتائج وتحويلها إلى منهج يسير عليه الجميع، ونلجم به دعاة التطرف والتشدد، ونقطع عليهم الطريق، وذلك إذا فعَّلنا هذه الثقافة وهذه النتائج وفق خطة مدروسة من قِبل المركز والمختصين فيه لنشر هذه النتائج وتفعيلها عن طريق الجهات الرسمية والمعنية، سواء عن طريق وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.. ولوزارة الشؤون الإسلامية دور مهم في نشر هذه الثقافة عن طريق منابر المساجد والمناشط الدعوية والخيرية؛ لأن فيها صلاح المجتمع وسلامة بنيانه وحفظ لحمته الوطنية وطاعة ولاة أمره.
وهذا ما شدد عليه ديننا الحنيف، ودعت إليه شريعتنا الإسلامية السمحة؛ لذا ننتظر جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للبدء في نشر ثقافة الحوار حول مختلف القضايا وتفعيلها؛ ليحصد المجتمع نتائجها الإيجابية بما يعود عليه بالخير العميم، ويزيد من لحمته وتماسكه أمام التيارات المعادية.
- رئيس مركز الجريفة بشقراء