عندما يتسع الوطن للجميع فلا تستغرب أن ترى ابن الجنوب الذي كان يجلس تحت أشجار البن في قمة جبل ضرم وينظر إلى أهل تهامة الأصيلة وهم يتزرون بالوزرة ويضعون على رؤوسهم أطواقاً من الأشجار العطرية؛ معتزين وملتزمين بإرثهم التاريخي ويرقصون العرضة ويتغنون بحب الوطن ويرددون بأصواتهم الشجية:
يالله عز الدين والدوله
واحم قايدنا وقواته
لا تستغرب أن تراه يقسم الولاء والطاعة في قصر الحكم، بعد أن شهد له الوطن، ويشارك مجلس الوزراء في صنع القرار بعد أن وثق به ولي الأمر وتأكد له أنه من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فحبه للوطن استنشقه نقيا مع هواء الجبال الشامخات
وتشرّب الالتزام من أعراف القبيلة الصارمة، ووفاؤه بالعهد ورثه من أجداده، فبمجرد أن يقول في لحيتي يكون مرهونا بما التزم به.
وإن كان تأخر ترصيع الوزارات بأحجار الجنوب الكريمة فقد وصل وسيأتي ابن الجنوب ابن الأزد ابن الحجر ابن الأسمر ابن ضرم ليخلع كل هذه الألقاب ويلبس لقب ابن الوطن.
سيكون الجنوب في عينه اليمنى والشمال في عينه اليسرى، وستكون نجد نبض قلبه والحجاز جبينه وموضع سجوده، وسيكون الشرق على موعد مع شروق شمس وطن يتسع للجميع.. فيا معالي وزير الصحة الجديد المتسلح بالعلم والمعرفة لا تسأل وزارتك عن صحة المواطن، ولكن اسأل المواطن عن صحة الوزارة؛ فالمثل يقول:
(اسأل مجرب ولا تسأل طبيب).
- أبها