في خضم أوقات الفرح والتهنئة والغبطة بمعالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل الذي خلف أخاه معالي الشيخ/ صالح آل الشيخ في هذه الوزارة المهمة، التي تعد وجه المملكة العربية السعودية المشرق داخل المملكة وخارجها، والقائمة على ما هو رسالة المملكة وثوابتها، وفي خضم مشاعر منسوبي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذين توافدوا زرافات ووحدانا مهنئين مباركين، ولكنهم يحبسون مشاعر أخرى لا أخالها انطبعت في نفوسهم، وعبرت عنها لغة الجسد، وحركات القلب إلا لقاء سريرة عامل بها معالي شيخنا وأخينا الأكبر، وعالمنا الجليل معالي الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل ربه جل وعلا، وكنت أحجمت عن الكتابة مع أنني أرى أنها حق واجب علي، لكن عللت نفسي بأن أكفأ بغيري، إلا أنني لما استحضرت مسيرة ذهبية لهذا الرجل المبارك، فهو شيخي وأستاذي، تلقيت العلم على يديه طالباً في مرحلة البكالوريوس في كلية الشريعة في فرع جامعة الإمام بالقصيم، ثم في مرحلة الدكتوراه مشرفاً، وعملت تحت إدارته المباركة نحو عقدين من الزمن منذ أن كان عميداً للقبول وشئون الطلاب في فرع الجامعة بالقصيم وحتى هذه اللحظات التي ترجل فيها فارساً لهذه الوزارة، فرأيت أن أقول الواجب أن أعبر عن مشاعري تجاه هذه الثقة الملكية من ولي أمرنا وإمامنا ومليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله وحفظه- بهذه الشخصية المهمة لتتولى حقيبة وزارية من أهم الوزارات، وتجاه منجزات قدمها في مسيرته العطرة طيلة عمله في جامعة الإمام، ثم تجاه مواهبه وسماته الشخصية.
فأما الثقة الملكية فهي ذات دلالات عميقة، ومعان مهمة، إذ تعبر عن ثقة بما أداه معالي وزيرنا من أدوار في الجامعة، وبما حققه من تطلعات القيادة فيها، إذ بتوفيق الله ثم بالدعم الكبير من ولاة الأمر -أيدهم الله- أصبحت الجامعة مطمعاً للنوابغ والنخب، ويشار إليها بالبنان في كل محفل، فإن تحدث المتحدث عن الأمن الفكري وما خطت فيه الجامعة من خطوات إستراتيجية برؤى مؤسسية فقد برزت الجامعة وأجادت وأفادت حتى غدت خبرة تصدر، من خلال المشاركات والفعاليات، والمؤتمرات والمراكز، وكراسي البحث وغيرها، وإن تحدث الراصد عن المنجزات والجهود والأعمال التي تؤدى من خلال وظائف الجامعة فلغة الأرقام تشهد بأن الجامعة صارت خلية نحل، تشهد حراكاً في كافة المجالات حتى صار منسوبوها يشتكون من تراكم المناسبات والفعاليات، ويسجل في اليوم الواحد أكثر من فعالية علمية مهمة تشهدها الجامعة، وما ذاك إلا بتوفيق الله، ثم دعم القيادة الرشيدة، ثم الإدارة الحكيمة من ربان سفينة الجامعة، ومديرها.
كما أن هذه الثقة تشهد بعمل مخلص، وجهد دؤوب، وتفان وصفاء ونقاء، وسلامة نهج، وحسن إدارة تميز بها معالي شيخنا الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل، فكانت الثقة تقديراً لعمله وجهده، وعطاءاته المتنوعة، وهي من وجه ثالث استشعار من ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بحساسية المرحلة وتداعياتها، ومعطياتها المتنوعة، التي تتطلب رؤية متوازنة تجاه الأحداث، ونظرة فاحصة للأسباب والدوافع، وبناء المعالجات عليها، ومعلوم ما نعيشه من فتن متلاحقة، وأحداث ومتغيرات سياسية وأمنية وفكرية واقتصادية واجتماعية، أصبحت بلادنا العزيزة، ووطننا الغالي مستهدفاً مقصوداً محسوداً على ما نعيشه، وكان مكمن الخطر فيها أن يجند بعض أبناء الوطن ليكونوا أدوات للصراعات، وجزءاً من المشاكل المتلاحقة، والمعالجة الرئيسية ترتكز على الخطاب الشرعي الوسطي المتوازن، فله أثره الفاعل في ضبط المسار، وحماية الأسس والثوابت، ورعاية المصالح العليا، ولهذا فإن الواقع الذي نشهده يؤكد على دور هذه الوزارة المهمة التي تمتلك أهم عناصر التأثير من خلال الخطاب المنبري، والمنهاج الدعوي، والمهام الشرعية والشئون الإسلامية الأخرى التي إذا ما فعلت فسيكون لها آثارها العلاجية والوقائية من الفتن والانحرافات الفكرية، بإذن الله.
ومعاليه لديه الحس القيادي، والرؤية الواضحة، والعلم الغزير، والفكر الناضج، والنفس المؤسسي، والسمات المؤثرة وفوق هذا الإخلاص، والوطنية المشهودة المعروفة، وهي مرتكزات النجاح المرتقب بإذن الله.
تلكم أبعاد مهمة لهذه الثقة الملكية الغالية التي هي تاج على رؤوسنا كمواطنين وكمنتسبين إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث ميدان الاختيار والشرف.
وأخيراً فإن معالي وزيرنا المبارك المسدد قد غادر إلى شرف ومسؤولية هو أهل لها، وارتحل عن الجامعة تاركاً أجمل الذكريات، وأميز البصمات، وما الوفود التي غص بها منزله إلا شاهد على هذه المشاعر، وإنها لدلالة خير وعاجل بشرى لمعاليه، ونحتسب على الله أن يكون ذلك قبولاً في الأرض، ونسأله أن يكون ذكراً في الملأ الأعلى، وإنني اغتنمها فرصة لأشكر والدنا حبيب القلوب، وولي أمرنا مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على هذا الوسام الذي شرف به معاليه، ولأهنئ معاليه بهذه الثقة التي هو بها جدير، ولها أهل، وأقدم شكري وامتناني لمعاليه، والشكر لسان الطوية، وعنوان الاختصاص، وشاهد الإخلاص، ونسأل الله أن يوفقه ويسدده، ويتم عليه نعمه.
- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشئون المعاهد العلمية