تشير الباحثة الاجتماعية نجوى صالح إلى أن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات، خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد، كما بين الأزواج.
ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، ولأن المودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس، فلا فارق فيمن يبدأ الاعتذار أو مَنْ المخطئ عند الخطأ، طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية.
ورغم أن كثيراً من الرجال يعتبر الاعتذار تقليلاً من الكرامة والقدر أمام الزوجة - وهذا خطأ - إلا أن الاعتذار كفيل بتوفير صفاء بين الزوجين، وتراض من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ما ينقص من شأنه وقدره، أو بانتصار الطرف الآخر. فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دمار الحياة الزوجية التي تقوم على المحبة والتفاهم المشترك.
إنَّ الاعتذار المباشر هو أفضل وأقصر الطرق للتراضي بين الزوجين، وما من عيب في ذلك إذا ما شعر أحد الطرفين بأنه أخطأ في حق الآخر؛ وسارع ليبادر بالأسف عما بدر منه، خاصة إذا كان في تصرفه إهانة أو تقليل من قدر الآخر. فكلمة «آسف» أو «سامحيني» ليست بالصعبة أو المستحيلة، ولا تعني أن صاحبها قلل من قدر نفسه، أو قدم تنازلاً كبيرًا، كما أنها ليست انتصارًا للطرف الآخر كما يعتبرها البعض.
وإذا كان الاعتذار المباشر صعبًا فعليك بطرق غير مباشرة، مثل:
محادثة، أو تعليق: إذا وجدت زوجك يحدثك عن برنامج معين أو أمور متعلقة بعمله أو بالأبناء أجيبي عليه، وكأن شيئًا لم يكن.
اتصال بلا حجة: إذا اتصل بك زوجك على غير عادته بحجة سؤاله عن شيء ما فهذا يعني أن الاتصال هو بادرة منه لتصفية الوضع؛ فلا تترددي بالإجابة.
مزاح عابر أو نكتة: كثير من الرجال يفضل إنهاء موقف الخصام بمزحة ما، أو تعليق ساخر؛ حتى تضحك الزوجة، وينتهي الأمر، وكأن شيئًا لم يكن. فابتسمي؛ فالابتسامة تزيل الكثير بين الزوجين.
المبادرة بالمساعدة: عندما تجدين زوجك متعاونًا على غير عادته، أو يسألك إن كنت بحاجة لمساعدته، لبي طلبه؛ حتى يعلم أن الرسالة وصلت.
هدية: يعتبر الرجل أحيانًا الهدية تعبر أكثر من الكلام عن اعتذاره. مدح أو إطراء: يلجأ بعض الرجال لأسلوب الإطراء أو المدح لما ترتديه الزوجة، أو لطبق حضّرته؛ فتفهم أنه يعبر بذلك عن حبه لها، وأنه أخطأ بحقها؛ فتسامحه.
اعتذار المرأة: إن المرأة تختلف عن الرجل في تعبيرها عن الاعتذار؛ فقد تعتذر بطرق مختلفة، مثل: تحضير طبق يحبه الزوج، أو مظهر جذاب يلفت نظر الزوج.
الدلال: وهو من الأسلحة الطبيعية التي يضعف الرجل أمامها. عرض مشكلة وطلب استشارة: وهنا تكسب تعاطفه معها، فينتهي موقف الخصام بينهما، وسيشعر بأنها لا تستطيع الاستغناء عنه حتى في أوقات الخصام.