تونس - د ب أ:
كشفت مصادر من حزب نداء تونس وأخرى مقربة منه عن أنه بات من الأرجح ترشيح شخصية من خارج النداء لرئاسة الحكومة المقبلة لكنها لن تكون من المعارضة. وقال العضو في المكتب التنفيذي لحزب حركة نداء تونس والنائب في البرلمان عبادة الكافي لوكالة الأنباء الألمانية «من الناحية الدستورية والقانونية ليس هناك مانع من تقلد الحزب للرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة، لكن نداء تونس لا يريد أن يكون مهيمناً على الساحة السياسية». وأوضح عبادة «بعد اجتماع الكتلة النيابية للنداء وتفويض الأمر للرئيس الباجي قايد السبسي فقد أصبح من الوارد جدا تعيين رئيس حكومة من خارج نداء تونس لكنه لن يكون من المعارضة».
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحزب لزهر العكرمي لأنه يجري التشاور حول عدد من الأسماء المطروحة لكن لن يتم الجزم بذلك حتى الآن. وأضاف «سيكشف عن رئيس الحكومة المقبلة في الآجال القانونية». ووضع الحزب شرطاً مسبقاً بأن يكون رئيس الحكومة المقبلة في انسجام مع رئيس الدولة بحجة تفادي الصدام وعدم تعطيل مؤسسات الدولة. ويبدأ عد الآجال وهي أسبوع واحد منذ الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي تم التصريح بها يوم 29 من كانون أول/ديسمبر. لكن على الرغم من حالة التكتم داخل نداء تونس حتى الآن إلا أن التسريبات تشير إلى اسم وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي، وهي شخصية مستقلة عملت ضمن الحكومة المؤقتة برئاسة السبسي بعد الثورة في 2011. وصرح رئيس الكتلة النيابية لحزب الاتحاد الوطني الحر محسن حسن بأن رئيس الحكومة أصبح من الأرجح من خارج نداء تونس. وقال حسن «طرح اسم الوزير السابق عبد الكريم الزبيدي بالخصوص». وفي كل الأحوال فإن تركيبة الحكومة المقبلة التي تجري مناقشتها بين نداء تونس وباقي الأحزاب السياسية لن تضم وزراء عملوا في حكومات النظام السابق. وقال محسن حسن «تقدمنا بمقترح بعدم إدراج وزراء كانوا عملوا في حكومات بن علي وقد قوبل هذا المقترح بالإيجاب». ومع أن حزب نداء تونس شدد على أن المرحلة يجب أن تدار بالتوافق بين الأطياف السياسية إلا أنه بات من شبه المؤكد بقاء حزب حركة النهضة الإسلامية التي حلت ثانية في الانتخابات التشريعية خارج الحكومة المقبلة ما يعني قيادتها للمعارضة في البرلمان. وقال عبادة الكافي «التوافق لا يعني التحالف ولن يلغي دور النهضة في المعارضة لكنها ستكون معارضة مسؤولة، المعارضة يجب أن تحترم بعض الضوابط خلال هذه الفترة التي تتمثل في المصلحة العليا للبلاد». وأضاف عبادة «لا يمكن إدارة البلاد ومواجهة مخاطر الإرهاب ومصاعب التنمية في المناطق الفقيرة وبوادر الانقسام في ظل معارضة كلاسيكية. الظرف الحالي يحتاج إلى معارضة إيجابية».