المؤتمر الصحفي هو عبارة عن اجتماع بين الصحفيين والإعلاميين من جانب وبين أحد المسؤولين في موضوع المؤتمر أو بين عدد من المسؤولين المتخصصين الذين لديهم أخبار تهم الجمهور من جانب آخر ويريدون نشرها، وخلال المؤتمر يقوم الصحفيون والإعلاميون بطرح أسئلة على منظمي المؤتمر الصحفي، وتعتبر كل من وزارة الخارجية والداخلية السعودية روادا في المؤتمرات الصحفية ولهما باع طويل في هذا المضمار وجمهور إعلامي يترقب انعقاد مؤتمراتهم بفارغ الصبر ويتلهف على كل جديد فيهما، فوزارة الخارجية استطاعت من خلال مؤتمراتها الصحفية رسم الخط الاستراتيجي للسياسة السعودية الخارجية والمحافظة عليه، ووزارة الداخلية استطاعت من خلال مؤتمراتها الصحفية الكشف عن الضربات الاستباقية ضد مروجي المخدرات والجماعات الإرهابية والتعريف بشهداء الواجب الوطني الذين استشهدوا في هذه العمليات تغمدهم الله بواسع رحمته، فالحضور الصحفي والإعلامي له دور رئيسي في عقد المؤتمرات الصحفية لأنه يقوم بنشر وقائع المؤتمر على الجمهور، وللمؤتمرات الصحفية مزايا منها منح الفرصة لإلقاء الأسئلة المتنوعة على المتحدثين المسؤولين لتوضيح البيانات واستدراج المتحدثين بالأسئلة للحصول على بيانات أكثر تهم الجمهور، وعقد المؤتمرات الصحفية على أساس منتظم يعني تطبيقاً عملياً لمقتضى كلمة خادم الحرمين الشريفين للمشايخ والعلماء بكسر حاجز الصمت، وهي نصيحة الراعي المسؤول عن رعيته، لذا فهي لا تقتصر على المشايخ والعلماء وإنما تشمل أيضاً الوزراء وجميع المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين، وكسر حاجز الصمت الذي يقصده خادم الحرمين الشريفين هو عين الشفافية التي تقتضي إظهار الحقائق وكشف الشبهات للجماهير، تلك الشفافية التي تأتي من المؤتمرات الصحفية وفق جداول زمنية موضوعة مسبقاً مثل الدول المتقدمة التي وصل فيها الوضوح والشفافية إلى درجة وضع هاش تاج # في شبكات التواصل الاجتماعي قبل مواعيد المؤتمرات الصحفية المجدولة، لحث المواطنين على إرسال ملاحظاتهم وأسئلتهم إلى الجهات المنظمة لتلك المؤتمرات لوضعها في عين الاعتبار ضمن الكلمات الافتتاحية للمؤتمرات، فتسنح الفرصة عندئذٍ للصحفيين والإعلاميين بطرح الأسئلة المتنوعة لتسليط الضوء على الموضوعات التي تشغل اهتمام المواطنين وتحتاج إلى مزيدٍ من التوضيحات والتفسيرات من قبل المسؤولين، وعلاوة على المؤتمرات الصحفية المجدولة هناك أيضاً المؤتمراتلطارئة التي يتم عقدها نتيجة لوقوع أحداث مهمة لم تكن في الحسبان. والمؤتمرات الصحفية وما يدور فيها تعتبر مصادر إخبارية موثوق بها، وتحظى باهتمام خاص من قبل الجماهير لذلك تضعها الصحافة ووسائل الإعلام عناوين رئيسيةً في نشراتها الإخبارية، وفي نفس الوقت توفر المؤتمرات الصحفية قنوات اتصال ذات اتجاهين مع الجماهير، الاتجاه الأول: قنوات اتصال للمواطنين يطرحون فيها أسئلتهم على المسؤولين الحكوميين، والاتجاه الثاني: قنوات اتصال للمسؤولين الحكوميين لإبلاغ رسائلهم إلى جمهور المواطنين، وكسر حاجز الصمت مع المواطنين يتطلب الوضوح والشفافية لتجنب الضبابية والغموض في قضايا العصر الحاضر، الذي يتصف بسرعة انتقال الأخبار عبر وسائل الإعلام الحديثة، المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات التي تتيح للمحللين مجالاً مفتوحاً للنقد والتفسير والتحليل مثل قضية انهيار أسعار النفط من 116 دولاراً إلى أقل من 60 دولاراً خلال 3 شهور، ومنعاً لانتشار الشائعات في الدول المتقدمة تسابق محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية والبترول إلى عقد المؤتمرات الصحفية الطارئة ليوضحوا للجمهور أسباب انهيار أسعار النفط وتأثيرها الاقتصادي على المدى القريب والبعيد، مع تعليق مقتضب لا يوازي حجم الحدث من وزير بترول أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم فانتشرت إشاعة دولية أن انهيار أسعار النفط ليس بسبب قوى العرض والطلب في أسواق الطاقة وإنما لأسباب جيوسياسية. وفي دول الخليج العربي انهارت البورصات الخليجية وفقدت مكاسب عام كامل خلال شهر واحد فقط دون انعقاد أي مؤتمرات صحفية من محافظ مؤسسة النقد أو وزير المالية توضح أسباب الانهيار لأكبر بورصة في الشرق الأوسط، وهذا الصمت ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للمحللين الاقتصاديين لإطلاق العنان لخيالاتهم فتشبع فضاء الإنترنت بالشائعات عن أسباب انهيار أكبر بورصة في الشرق الأوسط والبورصات الخليجية الأخرى والآثار الاقتصادية المترتبة على ذلك، وتناقلتها وسائل الإعلام الحديث، بسرعة فائقة، بالنقد والتحليل والتأويل، ومن هنا تكمن أهمية المؤتمرات الصحفية سواء المجدولة أو الطارئة، فعندما تبادر الجهات الرسمية المسؤولة وتتخذ موقفاً سريعاً واضحاً بشأن التطورات في الأحداث المحلية والدولية، عندها يصبح ذلك الموقف الرسمي حجة تسد الطريق على انتشار الشائعات.
والمؤتمرات الصحفية كفيلة بأن تساهم في توضيح وتوحيد الآراء حول مختلف القضايا والموضوعات المثيرة للجدل، كما تشكل معياراً فكرياً موحداً بين شرائح المجتمع المختلفة، عندها يزيد الوعي والإدراك عند المواطنين فلا يقعون فريسة في براثن الإعلام المغرض.
الخلاصة:
إن كلمة خادم الحرمين الشريفين إلى المشايخ والعلماء بأهمية كسر حاجز الصمت تنسحب أيضاً على الوزراء وجميع المسؤولين، والكلمة السامية تقتضي الوضوح والشفافية بعقد المؤتمرات الصحفية التي تظهر الحقائق وتكشف الشبهات.