الجوف - فيصل الحواس:
أعلن معالي مدير جامعة الجوف الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري، عن تأسيس كرسي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز للوحدة الوطنية بالجامعة، حيث حمل خلال ذلك تحيات وأماني سمو الأمير متعب بن عبد الله، الذي وافق على تبني الكرسي وتمويله، مقدماً خالص آيات الشكر والتقدير والعرفان لسموه على موافقته الكريمة التي ستكون إضافة كبيرة لجامعة الجوف في مسيرتها الطموحة.
وأكد معاليه أن ما طُرح من أوراق وتوصيات وطموحات وآراء خلال مؤتمر (الوحدة الوطنية ودورها في ترسيخ الأمن)، ستكون محل الاهتمام والتنفيذ من خلال أعمال الكرسي.. لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يمثّل جانباً من حجر أساس كرسي الأمير متعب بن عبد الله للوحدة الوطنية، الذي سيتبنى العديد من الدراسات وورش العمل التي أوردها المشاركون في المؤتمر، وذلك كما أشار معاليه من أجل انطلاقةٍ جادةٍ وتطبيقية في العمل.. كما تناول الدكتور البشري، جانب التحديات التي تواجه الوطن والمؤامرات التي تحاك لتفكيكه، مؤكداً بأنها انطلقت منذ تصافحت الأيدي على هذه الأرض، وتمت المعاهدة بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب.
وقال معاليه: لقد زال الأعداء وبقيت وحدة الوطن، وستبقى بحول الله وقوته ما دامت هذه المملكة تنتهج هذا المنهج الحكيم وتتمسك بشرع الله القويم، ولن يضرها كيد كائد ولا حقد حاقد».
جاء ذلك أثناء كلمته في ختام أعمال المؤتمر الذي قُدمت خلاله وعلى مدار ست جلسات، أكثر من 35 مشاركةً متخصصة، في مختلف محاور المؤتمر، والتي سلطت الضوء على مفهوم الوحدة الوطنية، ودورها في ترسيخ الأمن الوطني فكرياً واجتماعياً واقتصادياً وسلوكياً وأمنياً.. وقد حظيت فعاليات حفل الختام بحضور ومشاركة مفكرين وعلماء ومتخصصين وطنيين وعرب من جامعات عديدة وأعضاء من مجلس الشورى، حيث ألقى المفكر الدكتور محمد السعيدي, كلمةً أكد خلالها أن الوطن يمر بتحديات عظيمة وخطيرة ومخططات عالمية تسعى لتفتيت وحدته واستقراره، وإننا اليوم في مرحلة مفترق الطرق التي سبق وأن أعلنها الملك عبد الله في خطاب سياسي سابق.
وقال السعيدي: إن هذا المؤتمر ليس ترفاً ولا دعاية سياسية، لكننا فعلاً في حاجة ماسة للتنبه لكل المحاولات التي ترمي لتفتيت وحدتنا من خلال زرع الأفكار المتناقضة، كالإرهاب والإلحاد، وأن نعرف خطورة سحب الأقوياء من شبابنا لنحرهم في بلدان الصراع، وتفريغ الوطن منهم.
كذلك أوضح رئيس تحرير جريدة مكة السابق الدكتور عثمان الصيني أن الجامعة أحسنت اختيار موضوع المؤتمر والمحاور التي تفرعت عنه.. وقال في مداخلة تفاعل معها ضيوف المؤتمر: «نحن اليوم نعيش وسط محيط ملتهب، وداخلٍ مصطخِب، وعالم يمور وتتحكم فيه الشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات، والعولمة والاتصالات، وكنت أتمنى أن نضع أيدينا على القضية الرئيسية فعلاً، ونبحث عن نقاط القوة الوطنية كي نكرسها ونقويها، ثم نبحث عن وميض النار من عمق الرماد حتى لا يكون لها ضرار».
وكانت أبرز توصيات المؤتمر قد نصت على ضرورة دعم جهود المؤسسات المختلفة، العامة والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني، للقيام بواجبها في مساندة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية لتقوم بمسئولياتها تجاه الأمن الوطني.. بالإضافة إلى العمل على تشريع تجريم استغلال الدين في إثارة الفتن والنعرات، على المستويين المحلي والإقليمي، وكذلك العمل على بث روح التوافق بين مختلف شرائح المجتمع، وإرساء مفاهيم العدالة والشفافية والتعاون، وترشيد الاستهلاك وتدعيمه بما يتوافق مع الدين الإسلامي الحنيف، وكذا العمل المشترك في توظيف آليات المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية والأمنية، لتعزيز ثقافة الوحدة الوطنية وترسيخها للعمل على مواجهة الأفكار الضالة.. بالإضافة إلى ضرورة عقد المؤتمر بصورةٍ دورية، لمعالجة القضايا المستجدة على الساحتين المحلية والدولية.
كذلك أشارت التوصيات إلى أهمية إبراز الوحدة الوطنية، من خلال النظام الأساسي للحكم، الذي نص على صيانة الوحدة الوطنية، وتنمية دور البيعة في جمع الأمة على كلمةٍ واحدة، والتركيز على الأمن الفكري، لمجابهة مستجدات التقنيات الحديثة، ومراقبة ذلك من أجل حماية الأجيال والبلاد من خطر تداعيات العولمة الثقافية.
يُذكر أن حفل الختام كان قد شهد تكريم معالي مدير الجامعة، للضيوف من خارج المنطقة، وللمشاركين في جلسات المؤتمر من منسوبي الجامعة.