إن المتتبع للمراسيم الملكية الصادرة مؤخرًا بشأن الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1436-1437هـ وبيان وزارة المالية الصادر بشأن النتائج المالية للعام المالي السابق والملامح الرئيسة للميزانية الجديدة يرى بوضوح متانة الاقتصاد السعودي رغم التأثيرات الاقتصادية العالمية. فإن العالم اليوم يشهد بطئًا في النمو الاقتصادي مع انخفاض ملموس في أسعار النفط مع عدم استقرار في مناطق محيطة ومع ذلك يحقق مستوى الإنفاق الحكومي الفعلي للعام المنصرم مستوى قياسيًا في تاريخ المملكة حيث بلغت 1100 مليار ريال تقريبا.
وبالنظر للاعتمادات الجديدة في الميزانية العامة للدولة فقد حددت المصروفات عند مستوى تقديري لم يكن له نظير في السنوات السابقة عند مستوى 860 مليار ريال، مع انخفاض الدين العام وتحقيق الناتج المحلي لنتائج قياسية. وستعمل هذه البيانات بمشيئة الله على استمرار الثقة في قدرة الاقتصاد السعودي على مواصلة النمو المتوازن وتشجيع الاستثمار الأجنبي.
وكما الشأن في مستويات الإنفاق السابقة فإن التعليم يحوز دائمًا على نصيب كبير من الميزانية العامة للدولة حيث بلغ ما خصص لقطاع التعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة 217 مليارًا بنسبة 25 في المئة من النفقات المعتمدة بالميزانية.
وجامعة القصيم والحمد لله وبدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة قد استفادت من الاعتمادات السابقة على مدى سنوات تأسيسها في تحقيق النمو المتسارع في البنية التحتية للمدينة الجامعية للطلاب والطالبات في المقر الرئيس والمدن الجامعية في محافظات عنيزة والرس والكليات في بقية المحافظات التي تغطيها الجامعة. كما حرصت الجامعة على تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين في تطوير كليات البنات والاستمرار في إعادة تأهيلها بما يحقق بيئة تعليمية ملائمة.
كما عملت على الاستمرار في تحقيق النجاحات بما يتعلق بالجودة الشاملة حيث حصلت الجامعة على الاعتماد المؤسسي من هيئة الاعتماد الوطنية وحصلت بعض كلياتها وبرامجها على اعتمادات من جهات خارجية، وتسعى بعضها الآخر للمضي قدمًا في تحقيق ذلك وفق برنامج محدد. كما تفوقت الجامعة في كثير من البرامج والأنشطة الطلابية على مستوى المملكة وشاركت في فعاليات مختلفة محلية وعالمية.
وتسهم الجامعة ممثلة بمنسوبيها في خدمة المجتمع المحلي بأطيافه الحكومية والاقتصادية والخيرية عبر التنسيق المتواصل مع مختلف قطاعات المجتمع ودعم الأبحاث التطبيقية بما يحقق رؤية الجامعة في خدمة المجتمع.
وجامعة القصيم في هذا العام - كما الحال في السنوات الماضية- تحظى بدعم كبير من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين حيث بلغ ما تم تخصيصه من ميزانية هذا العام أكثر من مليارين وستمائة مليون ريال، وهذا رقم قياسي في تاريخ جامعة القصيم. وسيتم بمشيئة الله استغلال ما تم اعتماده لجامعة القصيم في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد في توفير أفضل الخدمات التعليمية لطلاب وطالبات منطقة القصيم. وستكون هذه الاعتمادات إن شاء الله تحقيقًا لما تتطلبهالخطط التنموية الوطنية في نشر التعليم العالي وتطوير القوى البشرية بمستوى عالٍ من الكفاءة والفعالية.
وستسهم الاعتمادات المخصصة لجامعة القصيم للعام المالي الجديد في مواصلة النجاحات واستمرار المشروعات وتطوير العملية التعليمية في الجامعة. حيث سيتم استكمال البنى التحتية وفق الجداول الزمنية لكل مشروع واستمرار تأهيل المباني القائمة عبر برامج التشغيل والصيانة ومواصلة تحقيق الإنجازات في الجودة التعليمية كمًا وكيفًا مع خدمة المجتمع عبر برامج دعم البحوث العلمية ذات الشأن المجتمعي والتواصل الدائم مع المجتمع لدعمه بما تملكه الجامعة عبر إمكاناتها المادية والبشرية.
وبعد شكر الله تعالى فالشكر مرفوع باسم منسوبي جامعة القصيم لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله جميعًا على دعمهم المتواصل للتعليم العالي وجامعة القصيم خصوصًا.
والشكر موصول لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم ولسمو نائبه على متابعتهما المستمرة للجامعة لتحقيق أهدافها. كما نشكر صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن عبد الله السبتي ومعالي نائبه على حرصهما على مواصلة جامعة القصيم تطورها وتقدمها في العملية التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع.