الجزيرة - الثقافة:
شهدت المملكة العربية السعودية الأسبوع الفائت انطلاق فعاليات معرض «فنون العربية» الذي أقامته الشركة العربية للتعهدات الفنية (العربية للإعلانات الخارجية) بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون لعرض 80 لوحة تشكيلية فائزة من أصل 3.162 لوحة مشاركة أبدعها فنانون وفنانات تشكيليون سعوديون واعدون من مختلف مناطق المملكة، والذين انتشرت أعمالهم الفنية على 3.600 لوحة إعلانية بكافة أنحاء المملكة العربية السعودية، لتتحول الطرقات السعودية إلى أكبر معرض للفنون التشكيلية في منطقة الشرق الأوسط، وتمكّن من مشاهدته ملايين الناس في وقت واحد في جميع أنحاء المملكة، حيث تزينت بدورها جميع المدن السعودية بأعمال الفن التشكيلي لفترة أسبوع كامل، مُعلنة المملكة العربية السعودية كإحدى عواصم الفن التشكيلي في العالم.
وشارك في انطلاق فعالية المعرض التي أقيمت بمدينة الرياض في شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقاً)، رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ سلطان البازعي، وعدد كبير من الفنانين والفنانات التشكيليين، وكوكبة من أهل الفن والثقافة وحشد من ممثلي وسائل الإعلام المحلي والعربي والأجنبي لمشاهدة أضخم تظاهرة فنية ثقافية في الشرق الأوسط. كما شهد المعرض زيارة الوفد المشارك في المؤتمر العالمي الرابع «بيئة المدن 2014» والذي ينعقد في الرياض والذي يضم مشاركين من مختلف دول العالم، حيث زار الوفد المعرض ضمن زيارات نظّمتها أمانة منطقة الرياض للوفد على أهم معالم مدينة الرياض، وأبدى جميع أعضاء الوفد إعجابهم بفكرة المعرض والجمالية التي أضافتها عرض الأعمال الفنية التشكيلية على لوحات الطرق في مختلف أنحاء المملكة.
ومن اللافت للانتباه اهتمام الصحافة العالمية من وكالات أنباء عالمية وصحف ومواقع إخبارية عالمية، الذين تناقلوا الخبر عن معرض «فنون العربية» مشيدين بهذه الفعالية التي جرت في السعودية كبادرة لتسليط الضوء على أعمال الفنانين التشكيليين السعوديين الشباب وبإبداعاتهم وتثقيف المجتمع عن الفنون التشكيلية في المملكة باعتبار هذه الفنون الراقية أحد روافد الحوار الثقافي بين مكونات المجتمع، وخصوصاً أن المعرض جرى تنظيمه بطريقة مبتكرة وجذابة على اللوحات الإعلانية في الطرقات في مختلف مناطق المملكة. كما أشادت الصحافة العالمية بالمساحة والدور الذي أعطي في المعرض للفنانات النساء مما يعكس صورة المملكة في دعم المواهب الوطنية من كِلا الجنسين.
وقال الأستاذ محمد بن عبد الإله الخريجي - نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة العربية ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض «فنون العربية»: «سُعِدنا جميعاً بتشريف من شاركنا انطلاق فعاليات هذا المعرض الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لكونه الأكبر من جهة امتداده الجغرافي في كافة المناطق السعودية، وعدد لوحات العرض المستخدمة في الطرق التي تُمكن رواده من مشاهدة اللوحات الفنية وهم يتحركون في مدينتهم بشكل معتاد. وتقوم فكرة المعرض على مشاركة الأعمال الفنية المُبدعة للفنانين والفنانات التشكيليين السعوديين الشباب مع ملايين الناس في المملكة بطريقة مبتكرة وجذابة في الهواء الطلق لتعزيز ثقافة بلادنا الغالية وصورتها المُشرقة في الإنتاج الثقافي والأدبي والعلمي، وليكون هذا المعرض بمثابة تكريم علني للمواهب الوطنية الشابة على مستوى الوطن».
وأوضح الخريجي أن هذه المبادرة تأتي في إطار إستراتيجية الشركة العربية لخدمة المجتمع السعودي كأحد المهام الجوهرية التي تنهض بها إضافة للقيام بأنشطتها التجارية الرئيسية، كما تأتي استجابة لتوجيهات وزارة الشؤون البلدية والقروية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب لشركات الإعلان المتعاقدة مع أمانات المملكة بضرورة دعم واستحداث برامج لخدمة المجتمع. وأضاف قائلاً: «لا بد لنا من توجيه الشكر إلى مسؤولي الأمانات والأجهزة البلدية الذي دعموا تنفيذ مبادرة «فنون العربية» التي قررنا تنفيذها كإحدى مبادراتنا في خدمة المجتمع بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبر توظيف اللوحات الإعلانية لتعزيز ثقافة الفن التشكيلي في بلادنا وتحقيق أهدافه في خلق حوار ثقافي بين مكونات المجتمع، لأهميته في إشباع حاجات الناس الجمالية عن طريق نشر الأعمال الفنية المبدعة والجميلة التي يمكنها أن تجلب السعادة والبهجة للإنسان، وهو ما نسعى لتحقيقه من وراء هذا المعرض الكبير».
وختم الخريجي قائلاً «إن مبادرة المعرض التي باركتها وزارة الإعلام وشجعتنا على تنفيذها باعتبارها أحد أنشطة دعم التنمية الثقافية في بلادنا تستهدف أيضاً إبراز اسم المملكة العربية السعودية كإحدى عواصم الفن التشكيلي في العالم، إذ إنه من واجب القطاع الخاص المساهمة في إظهار الصورة المُشرَفة للمملكة بكافة المجالات ومن ضمنها بالطبع مجال الثقافة والفنون التي تعكس رفاهية واستقرار المجتمع ونهضته الثقافية وقدرته على التواصل الثقافي والحوار الحضاري مع الآخرين».
واستمر المعرض لفترة أسبوع كامل حتى يوم السبت في 27 ديسمبر 2014، وقد تم اختيار شارع التحلية في الرياض ليكون الموقع الذي تواجد فيه الفنانون المشاركون طوال فترة المعرض للتواصل مع الجمهور والشرح بالتفصيل عن أعمالهم الفنية.
ويُعتبر معرض «فنون العربية» المعرض التشكيلي الأكبر على مستوى المملكة والمنطقة والأول من نوعه الذي يعرض أعمالاً فنية للفنانين المبدعين والموهوبين في الهواء الطلق عبر تعليقها على لوحات الطرق التابعة للشركة العربية، والتي استطاعت تنظيم وتنفيذ هذه المبادرة الفنية بحرفية عالية بفضل انتشار لوحات إعلاناتها الخارجية في جميع المناطق السعودية واستخدامها لأكثر التقنيات والتكنولوجيا المتطورة المعتمدة في العالم لتشغيل هذه اللوحات وأحدث التقنيات في طباعة اللوحات، وكذلك بفضل التعاون الوثيق مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وجهود لجنة التحكيم المستقلة والخاصة بهذا المعرض والتي تألفت من الفنانة التشكيلية والكاتبة هدى العمر، والفنان التشكيلي السعودي زمان محمد جاسم، والفنان التشكيلي السعودي عبدالرحمن يحي المغربي، والذين عملوا لفترة أسابيع لمراجعة وتقييم جميع الأعمال الفنية التي تم تقديمها على الموقع المخصص لهذا الحدث، إذ شارك خلال فترة قصيرة منذ الإعلان عن هذا المعرض في شهر أكتوبر الفائت 940 فناناً تشكيلياً الذين قدموا 3.162 لوحة فنية تحاكي جميعها قضايا تتعلّق بالإنسان والوطن والمجتمع والتاريخ والتراث والحداثة وصراع الأجيال، وغيرها من المواضيع التي تُعتبر في مركز المشهد الثقافي السعودي والعربي والعالمي، علماً بأن هذا المعرض كان مخصصاً لفئة الشباب حتى سن 35 سنة فقط.