عمان - عبدالله القاق:
فيما أظهرت حادثة أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بأيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، في مدينة الرقة السورية، أثناء قيامه بالواجب، تلاحماً وطنياً واسعاً، ووقوف الجميع، رسمياً وشعبياً، خلف القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي استمر التعتيم الرسمي على مجريات ما قيل إنها «مفاوضات غير مباشرة» عبر وسطاء دوليين، للإفراج عن الكساسبة.
خمسة أيام مرت على سقوط الطائرة العسكرية الأردنية فوق الأراضي السورية، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وأسر الطيار الكساسبة، فجر الأربعاء الماضي، فيما تدور في الكواليس، محاولات ومفاوضات غير مباشرة لتأمين الإفراج عن الأسير، قيل إنها تتم عبر دول عربية وأجنبية ومكونات عشائرية عراقية، لكن ذلك لم يتم تأكيده رسمياً، كما لم يتم نفيه أيضاً.
الأنباء، التي تتناقلها وسائل إعلام عربية وأجنبية، واستندت، أغلبها الى تصريحات مقتضبة نقلت على لسان رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور الخميس الماضي في ديوان أبناء الكرك، حول وجود مفاوضات مع أطراف دولية للإفراج عن الكساسبة، لم تقدم الكثير من التفاصيل عن طبيعة هذه المفاوضات، ولا عن أطراف الوساطة الأساسية المنخرطة فيها، إلا أن الحديث يتم حول التفاوض على صفقة للتبادل، تشمل الإفراج عن الأسير الكساسبة مقابل الإفراج عن محكومين في قضايا إرهابية وأمنية في الأردن، فيما ذهبت أنباء أخرى، غير مؤكدة أيضا، للحديث عن وجود مطالبة من «داعش» لشمول معتقلين له، خارج الأردن، وتحديداً في العراق.
المعلومات الرسمية الجديدة على صعيد قضية الكساسبة، جاءت أمس من رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، والذي أعلن خلال الجلسة النيابية مساء أمس، أن هناك «جهات مختصة» تعمل للإفراج عن الكساسبة «بصمت»، مشيرا إلى وجود «جهود سنسمعها في القريب العاجل».
لكن الطراونة، في تصريحاته المقتضبة أمام النواب أمس، أشار، عند الحديث عن الجهود المبذولة في هذا السياق، الى ضرورة عدم «الإضرار بمصلحة معاذ، فالشعب الأردني كله معاذ».
وقال: «أعرف أن هناك الكثير من النواب لديهم ما يقولونه في هذا الموضوع، ولكننا لا نريد الإضرار بجهود التفاوض التي تبذل من قبل جهات مختلفة».
كذلك، كان لافتاً في هذا السياق أيضاً، عدم صدور موقف رسمي، من قبل تنظيم «داعش» حول مصير الطيار الكساسبة، ولا في التعليق على ما نشر عن وجود مفاوضات غير مباشرة للإفراج عنه.