النبض مرتبك والرعشة أشدّ من البرد..!
لاشيء يُمكنه أن يدثّرنا هذه الليلة..
فرق كبير أيَّتُهَا الغالية بين ان نداري اللوعة مكابرين على ذواتنا , وبين أن نبوح لك بصوت عالٍ مُفْعَم بِالحُرْقَة, معترفين لكِ بكل الحُب والشفافية وبكل الغصّة التي تتعثر فيها الكلمات.. لتأخذنا إلى زمن بعيد.. منذ مقتبل الذاكرة إلى مشارف المغيب..!
سلمى .. لنبدأ معاً الحكاية..
هل تعلمين..؟
أنتِ أجمل من كل حكايات الحُب التي نشأنا عليها .. وأنقى من كل المعاني السامية .. بدءا بقائمة السلام التي حملها اسمك الحسَن في القَلْب السليم.. وانتهاء بسلامة النوايا ..
قبيلة من كرم أنتِ.. كفيلة دائماً بحضور الغائبين , واحتواء الحاضرين بأجنحة من حُب..ودعوات ملحّة دائما إلى موائد سخية من فرح..
وفي قبضة المرض.. ومنذ صبر طويلْ.. تتعالين على الشكوى.. تتحايلين على الألم.. وتتجاهلين الوقت.. لتجعلين من احضان الأم مأوى لكل عابر , وتتركين الباب موارباً في أوقات السكينة , ليتسنّى للهفتك الطفولية الاحتفاء بالمقرّبين والزائرين بعفوية حد اللطف, وودودة حد البهجة التي ينشرها بخور أحاديث روحك المشعّة الطاهرة.. تسعين وتتفانينَ في حقوق صلة الرحم, وِوصَالُ الأَحِبَّة, ووصل المرضى بعكازين من حُب, وأنتِ أحق منهم بذلك.. في وقت شحّت فيها العلاقات الإنسانية من تلك الفضائل, وستبقى مسوغات المعاني التي جاهدتي لغرسها.. امتنانا لجودك الذي عهدناه.
يا وجه النهار..
لن يغيب شمسك ما حيينا..
ومن ضوء روحك نستدل به علينا..
ستظلين الفجر الحنون الذي يوقظنا دائما عند عثراتنا.. وهفواتنا .. لنخجل منّا .. لأننا لم نكن يوماً كـ سلمى..!
حقاً يا طيّبة.. حتى في التقى والصلاح والتسامح تجسّدت وراءكِ أعظم قدوة وأنبل أثر..
آآآآه لو تعلمين يا سلمى كم نُحبك.. وكم أغدقت العيون وفاضت من فقدك !
عزاؤنا اننا على يقين واطمئنان إلى وعد ربّنا سبحانه وتعالى في بشرى أمثالك الأنقياء.. نحسبك كذلك ولا نزكّي على الله احدا.. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
- نوف محمد الثنيان