ارتبط اسم معالي الفريق محمد بن رجا الحربي بالمرور الذي قضى فيه وقتاً طويلاً، وأصبح أحد قادته، حيث تدرَّج فيه حتى تبوأ كرسي قيادته مديراً للإدارة العامة للمرور، فشرَّع ونظَّم وأصدر التعليمات المنظمة لإجراءات السير والمرور، فأضحى للمرور كيان وهيبة وتنظيم، اهتم بأفراده، وحسَّن تشكيلاته، وافتتح له فروعاً عدَّة في مختلف مناطق المملكة.
مثَّل المملكة في العديد من المؤتمرات الخليجية والعربية والدولية خير تمثيل، بنى قاعدة عريضة من الحب والولاء بينه وبين ضباطه وأفراده حتى يكسب ودهم ويرسّخ الثقة في نفوسهم، فيكون للتعاون بينهم طريقاً ومسلكاً، وللرقي باباً وسلماً.
عينه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - رحمه الله - نائباً لمعالي مدير الأمن العام في ذلك الوقت الفريق أول -عبدالله بن عبدالرحمن آل الشيخ - رحمه الله - فكان نعم السند ونعم المعين لمعالي الفريق، أسهم في تطوير الأمن العام بكافة فروعه وأقسامه، تشرَّف بقيادة قوات أمن الحج لعدة سنوات فأحسن القيادة وأثنى على جهوده الكثيرون من ولاة الأمر ومن زملائه.
أشرف في عهد قيادته للإدارة العامة للمرور على إصدار كتاب (المرور بين الماضي والحاضر) من جمع وتأليف النقيب عبدالله بن إبراهيم الكعيد والسيد أحمد عيسى في طبعته الأولى عام 1405 هـ، وكانت له لفتة كريمة عند تقديمه للكتاب، شكر فيها معالي الفريق متقاعد يحيى المعلمي - رحمه الله - واللواء متقاعد هاشم عبد المولى على ما قدّماه من مساعدات قيمة في سبيل إخراجه، وهذه اللفتة قلَّما تجدها إلاّ عند القادة العظماء ذوي النفوس النقية والهمم العالية.
أبَّنه الإعلامي والتربوي الأخ الأستاذ خالد الحسيني الكاتب في صحيفة البلاد بمقال فيه الكثير من الوفاء وذِكر إنجازاته، يقول عنه (عُرف الرجل بجديته وقدرته وانضباطه، قدَّم الكثير لجهاز الأمن العام والكثير للمرور في مناطق المملكة على مدى أكثر من أربعة عقود، وكسب ثقة رؤسائه حتى أصبح ابن رجا رجلاً فاعلاً في قيادة أمن الحج، وارتبط برجال الإعلام بعلاقة خاصة فترة عمله وتواصل معهم بعد مغادرته الوظيفة، له كاريزما خاصة).
وبالاطلاع على سيرته الحافلة نجد أنه تخرَّج من مدرسة الشرطة بمكة في 1-3-1377 هـ وتقلَّب في الوظائف الأمنية حتى تم تعيينه مديراً لمرور منطقة الرياض في 1-10-1392، فمديراً للإدارة العامة للمرور في 1-4-1398، فقائداً لمرور مشعر منى من عام 1392 - 1397، فمساعداً لقائد قوات أمن الحج لشؤون المرور من عام 1397 - 1407، فقائداً لقوات أمن الحج اعتباراً من عام 1407 لعدّة سنوات، فمديراً لشرطة المنطقة الشرقية في 1-5-1408، فنائباً لمدير الأمن العام في 1-1-1418 حتى تقاعده.
يا لها من حياة زاخرة بالإنجازات الكبيرة تسجل في صفحات تاريخة المضيء.
لقد ودعنا بقلوب راضية بقضاء الله وقدره هذا العلم معالي الفريق محمد بن رجا الحربي فجر يوم الأربعاء 25-2-1436 إلى الرفيق الأعلى بعد حياة حافلة من العطاء والبذل قدمها لدينه ومليكه ووطنه.
رحم الله أبا أحمد وأسكنة فسيح الجنان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- اللواء متقاعد الدكتور/ مساعد بن منشط اللحياني