منذ لحظات وصولي إلى دولة الابتعاث في نيوزلندا عام 2008م، أشعرتني سفارة خادم الحرمين الشريفين في أستراليا بأن مكتب القنصلية التابع لها في مدينة أوكلند سيكون مسئولاً عنا نحن مجموعة الطلاب المبتعثين في نيوزلندا، لم يكن حينها العدد كبيراً مثل العدد المتواجد في أستراليا، ومن خلال موقعي في جامعة كانتربيري الواقعة في كرايست شيرش، وبحكم أن القنصلية في العاصمة أوكلند كان تواصل القنصلية معنا عبر الرسائل النصية والاتصالات، وكذلك عبر أحد الشخصيات المتميزة علمياً لتسهيل متطلبات الطلاب مع السفارة.
وغير الخدمات المستمرة، هناك حادثة لا يمكن أن أنساها عندما ضرب الزلازل بأعلى درجاته مدينة كرايست شيرش، وتأثرت معظم المباني في المدينة، وكان عددنا حينها يقارب 600 طالب سعودي، قامت السفارة في الوقت نفسه بالتواصل مع جميع الطلاب للاطمئنان على الصحة وتوفير الخدمات التي كنا بحاجة لها، وقد تواجد عدد من أعضاء السفارة في المدينة نفسها، وقاموا بتسهيل جميع متطلباتنا، ومن أراد العودة إلى البلاد قاموا بتوفير كل الخدمات والتذاكر لمن يريد العودة. وكان القنصل العام في سفارة المملكة في نيوزيلندا أحمد ناصر الجهني يشرف بنفسه على راحة جميع الطلاب ويطمئن على سلامتهم.
حينها شعرنا بأن هذه الالتفاتة والحضور والحرص على سلامتنا كانت من أولويات السفارة التي خيرتنا جميعاً بين الاستمرار في نيوزلندا أو العودة، أو تغيير المدينة، وذلك عبر التواصل مع الملحقية التي كانت تقوم بدورها أيضاً في تلك الفترة بتسهيل قبول وانتقال الطلاب من الأماكن المنكوبة. اليوم وبعد مرور أربع سنوات على ذكرى الرابع من سبتمبر 2010 أردت أن أستعيد من ذاكرتي وذاكرة زملائي الطلاب تلك القصة بفرح، لنقول شكراً لتلك الأيادي البيضاء التي امتدت لنا نحن الطلاب المتواجدين في الخارج، وحيث إن تلك الجهود تتضاعف وتتواصل من خلال التواصل المباشر بين الطلاب والقنصلية.
نعتقد كثيراً نحن الطلاب حينما نسافر بأننا ربما سنشعر بالوحدة وعدم الاهتمام، لكن حب الوطن وحرص الدولة على أن نكون متسلحين بالعلم ومتابعتهم لنا في الخارج، لا نستطيع أن نعرفه إلا حينما نلامس ذلك بحضور من ضحوا بأنفسهم لأجل راحتنا، لنفخر نحن الطلاب بوطننا وبالمسئولين كافة الذين ضحوا بأنفسهم ووقتهم لأجل متابعة نجاحنا والأخذ بيدنا لنتجاوز الفشل. إنني أجدها مناسبة أن أتقدم باسمي وباسم جميع الطلبة والمقيمين في نيوزلندا بالشكر والامتنان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أطال الله عمره ورعاه- على هذه الفرصة الجليلة، وأشكر السفارة السعودية في أستراليا والقنصلية إضافة للملحقية الثقافية في نيوزلندا على الجهود المبذولة في خدمة المواطنين السعوديين في جميع المدن النيوزلندية والأسترالية، تحت قيادة وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -حفظه الله.
جامعة كانتربيري - كرايست شيرش - نيوزلندا - كلية العلوم الإنسانية - انثروبولوجي