في الأسابيع الماضية انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صورة لعامل نظافة يُشعل النار في بعض النفايات فجرا ليتدفأ بها من البرد القارس، ومطالبات بتأخير موعد عملهم المبكر جدا أو توفير ملابس شتوية مناسبة لهم.
عند الاطلاع على السجلات المناخية لدى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة (من عام 1970- 2009م) يتبين أن نهاية شهر ديسمبر وشهر يناير وحتى النصف الأول من شهر فبراير من أبرد شهور فصل الشتاء، وذلك على معظم مناطق المملكة، خاصة الشمالية منها حيث تصل درجة الحرارة الصغرى في بعض مدن الشمال إلى 10 درجات تحت الصفر، مع إمكانية تساقط الثلوج، خاصة على مناطق الأطراف مثل مرتفعات منطقة تبوك (جبل اللوز) ومحافظة طريف، وقد تمتد لمحافظة القريات ومدينة عرعر، بسبب دخول كتل هوائية باردة من القارة الأوروبية ووسط صحراء سيبيريا للمملكة.
ودرجات الحرارة في بعض مناطق المملكة قد تصل أو تتجاوز الـ50 درجة فوق الصفر -أحيانا- أو تنخفض إلى ما دون صفر، قد تصل إلى 10 درجات تحت الصفر في مناطق أخرى خلال العام، وقد تم معالجة تشغيل العمالة في درجات الحرارة العالية جدا، بالقرار الوزاري ذي رقم ( 1559-1) وتاريخ 2-6-1431هـ، الذي يقضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثالثة مساءً، بدءاً من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر سبتمبر، ولكون درجات الحرارة العالية جدا والمنخفضة جدا لهما خطورة على صحة وكفاءة أداء العامل، وليس هناك ما يُشير إلى معالجة تشغيل العمالة في درجات الحرارة المتدنية جدا أسوة بما تم حيال درجات الحرارة العالية جدا، ولكوننا في فترة دخول فصل الشتاء، فإننا نأمل من الجهات ذات العلاقة، وبوجه خاص وزارة العمل، وضع إجراءات تمنع تشغيل العمالة في درجات الحرارة المتدنية جدا التي تصل إلى أقل من الصفر -أحيانا- في بعض مناطق المملكة في فصل الشتاء أو ضوابط للملابس المناسبة لحماية العمالة من البرد القارس، والله من وراء القصد.
- أكاديمي وعضو شورى