الريادة ووجهها الآخر التميز, هو العنوان الأكثر استحواذا مؤخرا على المادة الاقتصادية التي تقدم للعقول على مختلف طبقاتها ومستوياتها الزمنية والفكرة, منذ أن تشرفنا بحضور جائزة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال وبالتزامن ملتقى ريادة الأعمال العالمية الذي كان تحت إشراف صندوق المئوية ونحن نعلم أن المرحلة التي وصلنا إليها مرحلة متقدمة في مجال ريادة الأعمال وأنها ولا بد أن تلفت انتباه العالم كله, فكان ما توقعنا حاضرا حين حضرت فوربس الشرق الأوسط إلى الرياض لتقدم عددها الخاص بتكريم رواد الأعمال الأكثر إبداعا, هنا يأتي مربط الفرس وباكورة الهدف الذي نسعى إليه حين كنا دائما نقول لأي انجاز في المملكة: «ماذا بعد».
الريادة بالتميز أمر سعت إليه المملكة وحاز على اهتمام خاص من سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومكن الجهات المسؤولة عن إدارة هذا الملف الريادي الخاص بالشباب بكل ما يلزم فكان صندوق المئوية رائدا في هذا الجانب, وبالفعل وباعتراف محافل دولية عديدة فلقد حققت المملكة المفهوم السليم لريادة الأعمال وأصبحت من مصاف الدول الأولى فيه, وحين قلت إن الوجه الآخر للريادة هو التميز كنت أعي جيدا أن الأمران مختلفان لكنها متكاملان فالريادة في الخطوة الأولى الولى المنفردة بفكرتها, أما التميز في أن تجعل هذه الخطوة بحد ذاتها علامة وماركة يشار لها بالبنان, وفوربس بإطلاقها لهذا العدد أضافت الركن الثالث المهم في دائرة نضوج الفكر الاقتصادي السعودي وهو الإبداع, نعم كرمنا الرياديين وأثنينا على المتميزين في ريادتهم لكن الآن بين هؤلاء الصفوة هنالك صفوة هم المبدعون.
في حفل العشاء الذي أقيم على هامش احتفالية فوربس في الرياض حيث شرف الحفل صاحب الأمر في إمارة الرياض تركي بن عبدالله المبدع رياديا والمتميز فكريا مطلق حملة المجتمع المعرفي, تركي بن عبدالله يعلم أن البناء ليس بالخرسان فقط بل بالعقل الذي يحمل القلم الذي رسم وخطط, على مائدة فوربس كان ناصر الطيار الذي يمثل في حقيقة الأمر الجذور الحقيقية للإبداع السعودي بقصته في رحلته وكان معالي محمد الجاسر وزير الاقتصاد وتوفيق الربيعة وزير الصناعة ومعالي عبداللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار والدكتور عبدالعزيز المطيري مدير عام صندوق المئوية وحضرت أيضا رئيس تحرير فوربس السيدة خلود العميان, هذه الجلسة بكل الحاضرين كان الحوار معهمو بينهم ليس على المتعة فقط بل الفائدة والتعاون والسعي إلى أهداف جديدة لتحقيقها بكل ريادية وتميز وفرص اكبر للإبداع.
الاستثمار كما تحدث عنه العثمان هو الغاية الآن وهو الهدف بعد إنشاء جيل مبدع من الرائدين المتميزين, والهدف هو تسهيل الامرو عليهم ولهم خاصة وأنهم أثبتوا أنهم يحملون فكراً قادراً على المضي بهم بعيدا في عالم الاستثمار وبكل أمان, العثمان وفي ملاحظة وجهت له أن الهيئة عليها مساعدة هؤلاء الشباب كما يتم مساعدة المستثمرون الأجانب في تسهيل المعاملات والإجراءات لم ينتظر طويلا حتى اثبت انه صاحب كلمة وفصل بالرأي بأن أعلن أنه سيتم وضع كافة التسهيلات الممكنة لهؤلاء الشباب وتمييزهم بصفتهم مستثمروا الغد من أبناء المملكة, أمور عديدة طرحت على مائدة فوربس وكلي ثقة بان الخير يعم وان الصالح العام هو الغاية وان مثل هذه الحوارات واللقاءات بين مثل هذه الأسماء والخبرات لا بد وان تؤتي ثمارا يقطفها أبناء الحاضر والمستقبل معا.