- كاد سالم الدوسري أن يعيد ذكرى (الخماسيات الهلالية) في الشباك الاتحادية لو أنه أحسن التعامل مع (الكرتين) اللتين واجه بهما مرمى الاتحاد، وكان من الممكن أن يسفرا عن هدفين (رابع وخامس) للهلال.. المباراة إجمالاً كانت مثيرة واتسمت بالسرعة.. وزاد من إثارتها أهدافها الخمسة (3-2).. ومبروك للهلال تأهله لدور الثمانية في بطولة ولي العهد.. وشكراً لنجوم الفريقين.
- فوز الهلال ربما كانت مكاسبه المعنوية أكثر لأنه تحقق قبل فترة التوقف ووسط حالات غضب اجتاحت أوساط جماهيره ومحبيه؛ جراء تردي نتائجه ومستوياته في المباريات الأخيرة، خصوصاً أنه جاء على حساب الاتحاد المتطور وعلى ملعب الجوهرة في جدة.. ويظل الأهم هو أن تُستغل (فترة التوقف) بما يسهم في معالجة حالات القصور التي يعاني منها الفريق، ومنها تحديداً مشكلة ضعف (دكة احتياطيه).
- واستقال الرمز الهلالي وحكيم الهلاليين الأمير بندر بن محمد من منصبه كمشرف على القطاعات السنية في الهلال ومن رئاسته -أيضا- لمجلس أعضاء الشرف.. استقال الرجل الذي أشرف على مدرسة الهلال الكروية التي افتتحت في بداية الثمانينيات الميلادية وأخرجت أجيالا كروية متعددة أسهمت في حصول الهلال على لقب (زعيم البطولات).. ويظل يوسف الثنيان وسامي الجابر من أهم مخرجات المدرسة الهلالية.. شكراً للأمير بندر.
) الأمير بندر بن محمد تولى رئاسة الهلال لمدة أربعة مواسم (من 1417، وحتى نهاية 1420هـ)، وخلالها تحقق (9) بطولات هلالية؛ هي (الآسيوية ثلاث مرات- المؤسس- الخليج- الدوري- الصداقة- ولي العهد- كأس الاتحاد)، كما شهدت فترة رئاسة سموه الظفر بأفضل صفقة كروية في تاريخ الهلال والكرة السعودية (محمد الدعيع)، وبعد منافسة شرسة مع النصر.
) أخطاء التحكيم ومنذ الموسم الماضي كانت هي من أهم أسباب عرقلة مسيرة الهلال، ليتها توقفت فقط على الأخطاء المشروعة التي لم تحسب لمصلحته، وإنما امتدت أيضاً إلى أخطاء غير صحيحة تم احتسابها لمصلحة خصومه؛ أي بمعنى (أن الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها الهلال كانت من الجهتين).
- عامر عبدالله يقول إن الهلال (خسر) الآسيوية.. لا يا عامر الهلال لم يخسرها وإنما (سُلبت منه) عياناً بياناً وبمؤامرة خسيسة.
- قوة أي فريق داخل الملعب من خلال (تشكيلته الأساسية) لا تكفي لاستمراره متميزاً ومؤهلاً لمواصلة انتصاراته.. لا بد من أن يكون لديه أيضاً (قائمة احتياطية مؤملة) تدعمه وتكون عوناً له وتجعله جاهزاً لتجاوز أي معوقات قد تواجهه وتفرضها ظروف أي مباراة.. وهذا ما ينقص الهلال حالياً.
كلام في الصميم
- أن يتأخر الرائد في النتيجة (مرتين) أمام نجران ومن ثم يتعادل وبعدها يقلب الطاولة إلى الفوز بنتيجة (3-2) فهذا قمة في عدم اليأس وتأكيد لروح التحدي وقوة الإرادة والرغبة في تجاوز عثرات الماضي.
- إذا فاز فريقهم في أي مباراة مدحوا (معزبهم) وجعلوا منه وحيد زمانه.. أما إذا خسر فكل تركيزهم يصبح موجها ضد الهلال والثناء على المتصدر لكسب ود المحتقنين.
- فوز الهلال الثمين على الاتحاد يجب ألا يعطي إدارته إحساساً بزوال (كل) مسببات التراجع التي يعاني منها فريقها (فنياً.. نتائجياً.. وإدارياً).. الهلال ما زال يحتاج إلى عمل كبير لكي يستعيد كل عافيته.
- سالم الدوسري مهاجم سريع ومقلق للمدافعين.. لكن مشكلته أنه (مطفوق) أحياناً ويغلب على أدائه اللعب الفردي الذي يهدر مجهود زملائه.. فضلاً عن إضاعته للفرص السهلة.. وهذه المشكلة هي عيوب كبيرة لا بد أن يتخلص منها حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه كنجم صاعد ما زلنا نتوسم فيه خيراً وننتظر منه الكثير.
- يقول مدير المنتخب السعودي زكي الصالح (منتخبنا يحتاج حالياً إلى الهدوء.. إلى الدعم وهذا ما نتمناه من الإعلام والشارع الرياضي).. منذ مواسم عدة ونحن نطالب بهذا الذي طالبت به يا زكي.. ولكن للأسف هناك من يرى أن فشل المنتخب هو انتصار لقناعاته المريضة وميوله جراء التعصب، ولأن أغلب برامجنا باتت مرتعاً لكل من هبّ ودبّ.. وأنه ولهذا السبب لم يهنأ منتخبنا بأي هدوء (إعلامي.. وجماهيري) طيلة المواسم العشرة الماضية، مما أسهم في تراجع نتائجه ومستوياته وتصنيفه.
- عندما يغيب رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن متابعة استعدادات فريقه وعن عدم التواجد في دكة الاحتياط خلال المباريات التنافسية تحديداً تطاله الانتقادات وهي (انتقادات في الغالب منطقية).. لكن المشكلة أنه عندما يتابعها ويتواجد (في الدكة) وهذا هو المطلوب يخرج علينا من يعلق على هذه المتابعة.. وهذا التواجد بأسلوب لا يخلو من السخرية والتهكم وعلى طريقة (مالك منْه) وكأنه انتقاد شخصي لسموه.
- في إعلام الأهلي يعتمون عل كل أخطاء التحكيم التي يتعرض لها فريقهم أو يزعمونها أمام كل الفرق باستثناء تلك التي يقولون إن فريقهم قد تضرر منها أمام الهلال.. بالفعل (إعلام مسير).
وقفات ساخنة
- استوقفني الخبر الذي يقول (إن إدارة المنتخب اعتذرت عن إقامة مؤتمر صحفي يوم أمس الخميس لمدرب منتخبنا كوزمين نظراً لضيق الوقت).. استوقفني هذا الخبر تأييداً له: لأنني من الأساس لا أرى داعياً لإقامة المؤتمر في هذا التوقيت بالذات ولاعتبارات أخرى لا تخدم مصلحة المنتخب.
- هذا الخبر استوقفني تأييداً له أيضاً: لأن أغلب الأسئلة التي ستطرح على كوزمين ستكون من إعلاميين متعصبين أو قليلي خبرة، وسترتكز على الميول وعلى أسئلة المشجعين التي ربما لا تكون منطقية.. يعني (أسئلة ما لها داعي) ومن شأنها أن تخلق إشكالات منتخبنا في غنى عنها.. وربما استفزت حتى كوزمين نفسه (وحنا مو ناقصين)، خصوصاً أن منتخبنا -حالياً- هو أحوج ما يكون إلى العمل داخل أجواء هادئة وبعيداً عن تهييج مشاعر الجماهير واستفزازها أو الضجيج الإعلامي.
- تغريدة أعجبتني (تشكيلة المنتخب لا تضم لاعبا اتحاديا أو أهلاويا أو شبابيا أو نصراويا أو هلاليا، وإنما تضم لاعبين جميعهم ينتمون للوطن ويحملون أغلى اسم وأجمل لون وأسمى شعار).. وكتبها الزميل عبدالله العجلان.
- خاتمة.. يقول منصور البلوي (إن الاتحاد يعيش مرحلة بناء).. هذا صحيح يا منصور فمنذ توقف آل الشيخ عن الدعم.. وظهور (كذبة الشيك المفتوح) والاتحاد هذا هو حاله.. من بناء إلى بناء.. والضحية هو الاتحاد وجماهيره الوفية.