كثيراً ما نتحدث عن العنف الذي يقع على الأطفال بمختلف أشكاله وصوره سواء أكان بالضرب أو الشتم أو الحرق أو الحرمان على أية صورة، ومن أجل حماية الأطفال وتجنيبهم العنف أُنشئت الجمعيات الدولية والوطنية والخيرية وسنّت الأنظمة من أجل حمايتهم، وكان آخر ما قرأت ما نشرته صحفنا ومنها الجزيرة عن صدور موافقة مجلس الوزراء على نظام حماية الطفل، وقد تضمن عدة مواد نصّت الثانية عشرة على: (يحظر أن يُباع للطفل التبغ ومشتقاته وغيره من المواد التي تضر بسلامة الطفل إلى جانب حظر استيراد وبيع ألعاب الطفل والحلوى المصنعة على هيئة سجائر أو أي أداة من وسائل التدخين، كما يحظر عرض المشاهَد التي تشجع الطفل على التدخين، بل ويحظر التدخين أثناء وجوده). حقيقة أن تلك الموافقة أتت في وقتها لا سيما وأننا في هذا العصر أصبح التدخين يمثِّل نسبة كبيرة في المجتمع وبخاصة بين الشباب الذين لا يكترثون بممارسة التدخين أمام إخوتهم الصغار سالكين مسالك آبائهم وأمهاتهم المدخنين، وحماية الأطفال من أضرار التدخين وعدم التعرض لسمومه لا شك أنها أهم وسيلة للوقاية لهم من أمراض محدقة ومهلكة وحرصاً على سلامتهم، وما دام أن صحة الأطفال من الأهمية بمكان فلِمَ نُعرّضهم أيضاً لضربات البرد القارس في صباح كل يوم من أيام الشتاء، حينما ينهض من بين أحضان أبويه الدافئة فجراً ليركب الحافلة ذاهباً إلى مدرسته أو روضته، ولا شك أن خروجه من باب المنزل وحتى ركوب الحافلة يتعرض لموجات البرد ورذاذ الأمطار وأمراض الشتاء كثيرة وخطيرة، فيا أيها الآباء والأمهات.. أيها المهتمون بحماية الطفل صدّقوا أو لا تصدّقوا أن حافلة نقل الطلاب تقف أمام منزل ابني بعد صلاة الفجر، ولا يزال بعض من المساجد تصلي الفرض (الساعة الخامسة والنصف) تلك حافلة مدرسة خاصة (ربما ليقوم بمشوار آخر)، فبِمَ نفسر هذا أليس هذا ضرباً من عنف الأطفال، أقول بل هو نوع من العذاب الجسدي والنفسي، فلِمَ لا نُؤخر دخول الدارسين إلى مدارسهم ساعة إلى ساعة ونصف الساعة في فصل الشتاء، أو نزيل ما يسمى بالحصة الأولى خصوصاً طلاب الابتدائية فما دون حكومية وأهلية رحمة بهم ومن أجل صحتهم، أليس خروجهم بتلك الساعة المبكرة نوعاً من عذاب النفس قبل عذاب الجسم، ولِمَ نعرّضهم لأمراض الشتاء وبخاصة في هذه السن المبكرة والألم يتضاعف إذا كان هناك صقيع أو مطر ورياح، ومعروف أن الطفل لا يعرف حماية نفسه ولا الأخذ بالاحتياجاتللوقاية من شر الأمراض، لذا يجب على وزارة التعليم مراعاة أحوال أطفالنا جيل الغد وتأخير بداية اليوم الدراسي كما أسلفت، ألسنا نتغنى بأن الأطفال فلذات أكبادنا، وهل أحد يقبل هتك كبده لا أظن، وكم نادينا إلى الرأفة بأطفالنا وحمايتهم من كل أذى عبر صحفنا، ولكن ربما لا سامع، وبالتالي فلا مجيب، ومن الله نستمد العون والسداد.