فيما يبدو لي أن مرض الكرونا أصبح معروفاً لدى الكثير من المواطنين والمقيمين وأن الحذر منه لا شك واجب على كل إنسان ومن الحذر الابتعاد عن المصابين به وعدم مخالطتهم والبعد عن استعمال أدواتهم من أوانٍ وفوط حتى مصافحتهم يجب ألا تتم وإن تمت فليبادر السليم بغسل يديه بالماء والصابون وبين آونة وأخرى تعلن وزارة الصحة عن إصابات جديدة وعن وفيات وعن شفاء بعض من المصابين. والذي يتضح للعيان أن عدد الوفيات قريب من نصف المصابين وأن الشفاء يبدو أنه يسير بخطوات بطيئة، الأمر الذي يخيف الإنسان ويدعوه إلى أخذ الحذر بكل جدية نسأل الله العافية ورحم الله الأموات وشفى الله المرضى عموماً.
ومن اللافت للأنظار أننا نقرأ ونسمع إعلانات وزارة الصحة عن الحالات اليومية عن نتائج هذا الوباء، الذي يريد المواطن العلم به والاطلاع عليه هو هل أن أموات هذا المرض ومصابيه ينحصر في من يدخل مستشفيات الوزارة فقط وأنه يشملهم وضمنهم من يدخل المستشفيات الحكومية الأخرى (وزارة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام ومستشفيات الجامعات)، إضافة إلى المستشفيات الخاصة وحسب منطوق أخبار هذا المرض اليومية نجزم أن الأمر يقتصر على من يدخلون مستشفيات وزارة الصحة فقط. هنا نقول: وهل من المعقول أن تلك المستشفيات خالية من تلك الإصابات؟ لا أظن بل أؤكد ذلك وهل منا من سمع وفاة شخص بسبب هذا المرض داخل أحد تلك المستشفيات، أبداً لم نسمع ولم نقرأ بمعنى أن تلك المستشفيات تستقبل مثل تلك الحالات وتجري الفحوص وتصرف لها العلاجات ومن يستحق التنويم ينوم حتى ينتهي به الأمر إما إلى الشفاء أو إلى الوفاة دون أن يعلن السبب حتى لا يرهب المراجعون فيحجمون عن هذا المستشفى أياً كان، وأما في المستشفيات الخاصة فيبدو أنه إذا رؤى أنه على وشك النهاية يطلب من أهله إخراجه لبيته ومن ثم يلقى نصيبه، إما بالاستمرار في معاناة المرض أو الشفاء أو الوفاة دون أن يعلم أهله السبب، وهذا لا شك خطأ فادح بحق المريض وبحق أهله والمجتمع وقد تأكد لدى أن هناك مستشفى خاصاً كبيراً وذا شهرة عالية بين أوساط المجتمع يستقبل المريض وإذا اتضح أن لديه هذا المرض يخفى عنه ليستمر العلاج والتنويم وحتى أهله لا يعرفون عنه شيئاً، فقط الطبيب ومعاونوه حتى يبت بأمره ولا شك أن هذا خطأ كبير لأنه قد يضر أفراد أسرته بإصابتهم بالعدوى دون أن يشعروا به وهذا لا شك اعتبره خيانة للمجتمع يرتكبها المستشفى، لذا أرى أن من الواجب اتخاذ واحد من أمرين: أن يحول المريض فور الاشتباه بإصابته بالمرض إلى مستشفى حكومي يخصص لاستقبال تلك الحالات (ونسمع أن مستشفى الأمير محمد مخصص لتلك الحالات) وفي الحال يشعر مصاحبوه من الأهل والأبناء ليتخذوا الحيطة والحذر أو أن يخصص في كل مستشفى خاص جناح خاص للمصابين بهذا المرض ويشترك في الإشراف على علاجهم مندوب من وزارة الصحة حفاظاً على المجتمع ومنعاً لسرعة انتشاره حتى لا نعض أصابع الندم, كتب الله السلامة للجميع ومن الله نستمد العون والسداد.