التحدي الذي يواجهه التعليم العالي دائماً انه الثمرة الأخيرة التي يدفع بها النظام التعليمي ككل الى سوق العمل، فإذا صلحت قطف الثمرة السوق وأشاد الجميع بحصاده، وإن ساءت صب جام الغضب عليه ليتحمل وزره ووزر من سبقه، واليوم ونحن نشهد وزيرا جديدا للتعليم العالي خرج من رحم التعليم العام باعتباره نائبا سابقا لوزير التربية والتعليم نتلمس بعدا جديدا وجادا لمعالجة خلل الفجوة الكبيرة بين النظامين.
التعليم العام وللأسف مايزال محطة لمحو الأمية والتلقين المعرفي والمعلوماتي بعيدا عن تهيئة الطالب والطالبة للإنتاج ولذلك أصبح النجاح فيه متصلا بقدر ما يستظهره الطالب والطالبة من معلومات بعيدا عن علاقتها بالواقع فضلا عن تفاعله معها، وفي ظل غياب شبه تام لأدوات بناء الشخصية الإنتاجية القادرة على تحديد مسارها ودورها في المجتمع، تحول الطالب الى رقم يدرج في التعليم العالي وفقا لمحاصصة الجامعات وإمكانات كلياتها المتاحة بعيدا عن اهتماماته!
اليوم يجلس على سدة التعليم العام الأمير خالد الفيصل رجل الفكر والثقافة والوعي كما يجلس على سدة التعليم العالي الدكتور خالد السبتي رجل الموهبة والبحث الذي تبحر في واقع التعليم العام وباشر تفاصيله، والأمل كل الأمل أن تنجز الوزارتان في عهد الخالدين مشروعا وطنيا واضحا وعاجلا لردم الفجوة بين النظامين التعليميين العام والعالي ليساهما في حل مشكلة سعودة الكيف بعد أن أنفقنا زمنا طويلا لمعالجة الجانب الكمي منها فقط..