لم تكن تلك الزيارة الميمونة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لمنطقة عسير عام 1419هـ حينما كان ولياً للعهد زيارة عادية على مختلف الأصعدة, حيث شهدت المنطقة خلال تلك الزيارة أهم تحول في مسيرة التعليم الجامعي عندما أعلن يحفظه الله الثلاثاء 9 / 1 / 1419 هـ عن إنشاء جامعة الملك خالد بأبها لتصبح تلك الزيارة نقطة التحول الرئيسية في مستقبل الجامعة.
ولم تكن المنطقة خالية في تلك الفترة من مرافق التعليم العالي فلقد أنشأت جامعة الملك سعود بالرياض فرعاً لها بمدينة أبها وكذلك الحال مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكانت هذه الأفرع تستقبل طلاب من مختلف مناطق الجنوب: جازان ونجران والباحة والعديد من المدن والمحافظات المحيطة بهاء.
وخلال فترة زمنية وجيزة قياساً بعمر الدول والحضارات أصبح لكل منطقة من هذه المناطق جامعتها الخاصة بها كما هو الحال في بقية مناطق المملكة وذلك في إشارة واضحة على حرص القيادة الحكيمة وفقها الله على توسيع دائرة التعليم العالي في المملكة لتكون منارة إشعاع تضيء طريق المستقبل ومنها جامعة الملك خالد التي بدأت القفزات التطويرية فيها سريعاً فبعد أن كانت تضم فرعي جامعة الملك سعود والإمام محمد بن سعود بابها أربع كليات أصبحت جامعة الملك خالد تضم سبعاً وأربعين كلية مختلفة إضافة للمركز الجامعي لدراسة الطالبات. كما حققت الجامعة مراكز جيدة مقارنة بمثيلاتها من الجامعات السعودية ومن ذلك ما حققته الجامعة في العام 2012 م على مستوى المملكة في تصنيف ويبو ماتريكس حين جاءت في المرتبة السادسة كما أنها تضاهي كبريات الجامعات السعودية من حيث الحجم وعدد الطلبة الدارسين بها ولذلك فقد تنبهت القيادة منذ البداية للحجم المتنامي للجامعة فشرعت سريعاً في إعداد الدراسات والتصاميم للمدينة الجامعية فقامت الجامعة بالتعاون مع معهد الملك عبد الله بتنظيم مسابقة عالمية لتخطيط وتصميم مشروع المدينة الجامعية مشارك فيه عدد من المكاتب المحلية والإقليمية والعالمية. وبعد اختيار التصميم الفائز شرعت الجامعة بإنشاء مشروع المدينة الجامعية بالفرعاء والذي يعد من أبرز مشاريع التعليم العالي وأجملها على مستوى المملكة التي قاربت مشروعاتها على الانتهاء لتصبح جاهزة لاستقبال أبناء المنطقة في فترة وجيزة بإذن الله.
ولتستمر مسير التطور والبناء فشكراً يا ملك العطاء.
- عايض عبد الرحمن الشهراني