إن جامعة الملك خالد المدينة الطبية، والتي تحتوي على المستشفى الرئيسي بسعة ثمانمائة سرير وتحيط به الكليات الصحية للبنين والبنات إضافة إلى العيادات التابعة للمدينة في محافظات منطقة عسير مشكلة بذلك نظاما صحيا متكاملا ومكملا للخدمات الصحية التي تقدمها القطاعات الأخرى لتقديم خدمة طبية ونظام تدريبي وتعليمي وبحثي بمعايير عالمية وبكفاءة عالية وتقنيات حديثة، واضعة نصب عينها الريادة والتميز في تقديم الخدمات الصحية والتعليم الطبي في المملكة العربية السعودية. ولتحقيق هذا الهدف عملت الجامعة على إنشاء المدينة وفقا للتوجهات الحديثة من حيث التصميم، لتكون صديقة للبيئة والمجتمع ومتوافقة مع احتياجات الفرد والأسرة وتجهيزها بالأنظمة الالكترونية بحيث تكون مدينة ذكية (بلا ورق) الأمر الذي سينعكس على الدقة في العمل وبالتالي على سلامة المرضى وعلى سرعة الإنجاز ومتواصلة بشكل دائم مع المرضى وذويهم من خلال الشبكة العنكبوتية لجعلهم شركاء في رعاية المرضى وعلى اطلاع وتواصل مع الفريق المعالج، كما يمكنها ذلك من التواصل مع المراكز الطبية العالمية والمحلية من خلال الطب الاتصالي والجراحة الاتصالية. ولكون العنصر البشري هو حجر الزاوية فقد عملت الجامعة على تهيئة الكوادر القادرة على تشغيل هذه المدينة عن طريق الاستقطاب والتدريب والابتعاث وعقدت اتفاقيات تعاون مع مراكز وبيوت الخبرة في مجالات جودة الخدمات الصحية، والموارد البشرية، والأنظمة المتكاملة لإدارة وتشغيل المدينة وفروعها. إضافة إلى شمولية الخدمات الصحية بالمدينة الطبية، تبنت المدينة مراكز تميز للتعامل مع الحالات المستعصية في أمراض السرطان والأمراض العصبية والأمراض الاستقلابية لدى الأطفال مشكلة بذلك مراكز تحويلية لهذه الحالات من مناطق المملكة. وبالتالي فإن المدينة بالتكامل مع القطاعات الصحية الأخرى بالمنطقة تسعى لتحقيق احتياجات مرضى المنطقة وهم بين أسرهم وتجنيبهم عناء السفر والانتقال إلى مراكز متخصصة داخل أو خارج المنطقة، وما يترتب على ذلك من إرباك لحياة الأسر، محققة بذلك رؤية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- من إنشاء وتوزيع الجامعات على مناطق المملكة.
الدكتور/ خالد آل جلبان - وكيل جامعة الملك خالد للتخصصات الصحية