حائل - عبدالعزيز العيادة:
اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز الأستاذ المشارك في السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن تقوية الصلاح أحد أهم أسباب القضاء على الانحراف والفساد، مؤكدا على أهمية معرفة قاعدة التفريق بين الحل الوسط الغير صحيح وهو خلط الباطل بالحق والحل الوسط الصحيح وهو إتباع الطريق الصحيح للمنهج الإسلامي الذي شرعه الله سبحانه، وقال سموه إن دراسة أسباب ظهور الفتن والشبهات والقضاء عليها أحد أهم أسباب حفظ الأمن في البلاد، مضيفا أن الشبهات والفتن التي تُرى اليوم كانت لها أسباب قبل عشرات السنوات، إلا أنه لم يتم دراسة القضاء عليها، مطالبا بتخصيص مختصون لاستشراف المستقبل والعمل على وأد أسباب الفتن القادمة.
وأوضح سموه في اللقاء المفتوح مع أساتذة وطلاب وطالبات جامعة حائل، والذي يقام ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب الثالث في الجامعة أن من نعتبرهم منحرفين فكريا، اتضح بعد المناصحة أنهم بسطاء خاوين فكريا، تم التغرير بهم لأسباب وانساقوا وراءها، وعادوا للرشد بعد اتضاح الطريق الصحيح بعد تدريسهم إياه. وأكد سموه أن من يجب أن يطلق عليهم منحرفين فكريا هم من يخطط للإيقاع بالبسطاء الذي لا يعرف أنه وقع في الفتنة إلا بعد الوقع بها، وذلك لعدم درايته سابقا في أسبابها، والظن منه أنه في الاتجاه السوي.
وطالب سموه بالعمل على تربية جيل قوي صالح لديه المناعة المعرفية بحيث لا يكون تغيير أفكاره بسهولة، وتدريسه كيفية الحصانة من الشبهات ووأداها حتى لا يكون من علمائه أو أتباعها، وأشار سموه إلى أن الفتنة القادمة هي التشكيك في سيادة الشريعة التي يُعمل لها في الوقت الحاضر لتعطي نتاجها لاحقا، والشريعة بلا شك هي مصدر الدستور.
من جهته اعتبر سموه من يبحث لتصنيف نفسه أو ضمها لجماعة أو فئة معينة مسلمة ناقصا لأنه ليس هناك جماعة أو فئة غير جماعة المسلمين التي تربى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن سار على نهجهم حتى اليوم، وهي الفرقة أو الجامعة التي نذرت نفسها للعمل وفق الشريعة الإسلامية.
وأشار سموه إلى أن الحرب الحالية حرب تنظيمات وليست حرب جيوش، ويجب التصدي لها من أهل التخصص والإعلام المتزن، ويجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية تدريس التأسيس الشرعي للرد على الشبهات التي تخلقها تلك التنظيمات والتي تخالف الشريعة الإسلامية، فيما يجب على الفرد عند شكه بأمر ما، الرجوع للعلماء لاستيضاح الأمر حول ذلك الأمر، فإن كان مطابقا للنهج السليم أخذ به، وإلا تركه وحذّر منه.
وبعد المحاضرة توجه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز ومعالي مدير جامعة حائل إلى أروقة معرض الكتاب، حيث تجول سموه بالمعرض واطلع على محتويات الأجنحة، وبعد ذلك توجه الجميع لتناول طعام الغداء الذي أعدته إدارة العلاقات العامة بالجامعة ترحيبا بالضيف الكريم.
كما أكد الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه وأصوله في جامعة القصيم، أن الفكر المنحرف خطر يهدد أجيال الشعوب وهويتها وثقافتها وتقاليدها، ويجب التصدي له بكل الوسائل المتاحة، واعتبر المصلح الانفتاح هو أحد أهم عوامل الانحراف الفكري، ما لم يتم التصدي له بالقلم أو العلم بما يعود على الشعوب بالأمن والأمان.
وقال المصلح في محاضرته التي ألقاها في جامعة حائل بعنوان «هدي النبي وأصحابه في التعامل مع الفكر المنحرف» ضمن فعاليات معرض الكتاب الثالث، إن ذلك الانفتاح المؤدي للفكر المنحرف يعد من القضايا الأساسية لكل دولة بحسب طبيعتها، مشيرا إلى أن معيار التعامل معه في المملكة العربية السعودية والدول التي تحكم بالشرع، هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذي يجب أن تُرد جميع قضاياه إليهما، مستعرضا المصلح الانحراف الفكري الذي أدى إلى الانحرافات العقائدية في مختلف العصور السابقة للإسلام.
وأكد المصلح أنه في حين وجود شبهة أو شك لدى المسلم، يجب عليه إرجاعها للعلماء موضحا أن هناك طرقا لعدم الانسياق وراء الشبه أو الشكوك التي تؤدي لانحراف الفكر منها المبادرة بمعالجة ما يقع في النفس والرجوع لأهل العلم، وأن الرجوع للعلماء هو السبيل الناجح للإنقاذ من المهلكات والفتن، محذرا في الوقت نفسه من عدم فحص النصوص التي ترد المرء أو تحكيمها للواقع أو عدم تنزيل النصوص الصريحة عليها، والاعتماد على النهج الوسط الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه والصحابة والتابعين.