يمضي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في طريقه كما عهدته الأمة، وكما قُدر لشعبه أن يفاخر به قائداً سياسياً تتماسك به الشعوب في وقت عصيب تمر به الأمتان الإسلامية والعربية، وها هو يطوي فصلاً من فصول قيادته التي لا يختلف عليها اثنان برأب الصدع بين الأشقاء، وتشكيل عوامل الارتباط لتقوية اللحمة التي تربط دول المنطقة بعضها ببعض، وتذليل الصعوبات التي يحاول البعض خلقها سعياً للفرقة بين دول المنطقة.
هذا النهج الإصلاحي لسياسة المملكة الخارجية هو النهج الذي مضى عليه قادة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها وحتى اليوم، وليس جديداً على سياسات المملكة في عهد الملك عبدالله حفظه الله، بل كان ديدنه منذ أن تولى مقاليد الحكم في هذه البلاد المباركة رأب الصدوع بين الدول العربية والإسلامية، وتوفير عوامل التلاحم والأخوة والسعي إلى تشكيل رابطة قوية ومؤثرة للعرب على خارطة العالم، وعلى مدى عقد من الزمان أثبتت مبادرات الملك عبدالله في القمم العربية قوتها وتأثيرها الكبيرين، حيث حسم قبل أعوام المصالحة بين ليبيا ومصر في اجتماع القمة العربي في الكويت، وقبل ذلك قاد تكتلاً لإصلاح الجفوة التي أحدثها شرخ العدوان العراقي على الكويت بين عدد من الدول العربية، وكانت تلقائيته المحببة في التفاعل مع أي موقف إيجابي وإصلاحي داخل أروقة القمم العربية المتتابعة منذ 2002 حديث وسائل الإعلام العالمي، وهو ديدنه - حفظه الله - الذي يحافظ به على قوة عالمنا العربي واتحاده وتحصين هذه القوة من أي محاولات اختراق خارجية.
إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية حاليًا يجسد الدور المركزي في تعزيز العلاقات العربية - العربية، ورعاية للمصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية في ظل ما تواجهه المنطقة العربية والإسلامية من تحديات تستدعي التفاهم والتكامل والتعاون بين دولها، فالخطر الذي يحيط بها من كل جانب إنما هو مسؤولية تاريخية استشعر عظمها القائد الوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو الآن بعد هذه المبادرة سيكمل مسيرة التعاون والعمل العربي المشترك، الذي تضع عليه الأمة العربية آمالاً عريضة للنهوض والتنمية والاستقرار.
أ.د. خليل بن إبراهيم البراهيم - مدير جامعة حائل