قرأت في عدد الجزيرة رقم 15406 في 11-2-1436هـ ما كتبته الأستاذة فاطمة العتيبي، تحت عنوان (رقية المزايين).. وتعليقاً عليه أقول إن الرقية والنفث والتفل في صهاريج المياه والزيوت وبيعها للسذج والمغفلين جزء لا يتجزأ من تراث مجتمعنا، مثلما أن الاعتقاد السائد بأن الجن يدخلون أجسامنا ولا يخرجها منها إلا الرقاة بالصياح والتهديد والضرب المبرح جزء من ثقافتنا. فصحراؤنا ملأى بالجن، فتحت كل حجر وشجر جني، وفي كل جبل وغار عفريت حتى دورات مياهنا تسكنها الجن. وكذلك خوفنا الزائد من العين يعد من أهم مقومات موروثاتنا ومن معتقداتنا المتأصلة عبر الأجيال، فالعين في معتقداتنا تصيب الإنسان والحيوان والجماد وتسقط الطير من جو السماء، فالخوف منها أن تصيب مزايين الإبل أمر طبيعي، ومن الاحتياط أن نعمل لها رقية تقيها العين وشر الحاسدين، فهي عند أصحابها غالية الثمن اشتروها بالملايين والحساد العائنون كثيرون وعيونهم ترمي بشرر كالقصر، فويل لمن كان في مرماها وهدفها. أمام هذا كله لا يبرر عندك يا أخت فاطمة العتيبي ويثير عندك الأسى إقامة الخيام على التلال الرملية لبيع عبوات زيت الزيتون والماء المنفوث فيها من ريق الرقاة ليقوا مزايين إبلهم من العين، أفتريدين أن تذهب مزايينهم ضحية أعين الحساد والعائنين.
محمد بن عبد الله الفوزان - محافظة الغاط ص.ب 39