سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشير إلى ما نُشر في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء (بتاريخ الثالث من شهر صفر من عام 1436هـ) بعنوان (الحوار الوطني والجامعة الإسلامية ينظمان ندوة التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية). وأقول: إن هذا المركز نشأ بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد - حفظه الله - ونشأ نتيجة لنظرته الثاقبة وبُعد نظره واطلاعه على أحوال المنطقة وما يدور فيها من تطرف وغلو اجتاحا أغلب الدول العربية والإسلامية، وقبل هذا معرفته بأحوال المجتمع السعودي وخفاياه وتركيبته؛ لأنه - حفظه الله - على دراية بتركيبة المجتمع السعودي بجميع أطيافه؛ لأنه - أطال الله في عمره - يعرف التركيبة السكانية في جميع جغرافية المملكة، التي تُعتبر قارة، فهو يعرف عادات وتقاليد وأسلوب كل منطقة في الحياة المعيشية في جميع مناحي الحياة منذ توليه الوظائف الحكومية، ابتداء بالحرس الوطني الذي ينتشر أفراده العسكريون والمدنيون في جميع مناطق المملكة؛ فهذا جعله يلم بجميع سكان هذه المناطق، شمالها وجنوبها، وشرقها وغربها. ثم تلا ذلك تسلمه ولاية العهد؛ ما زاده فراسة وبُعد نظر؛ إذ كان - حفظه الله - وما زال يستقبل المواطنين بجميع أطيافهم من علماء ومشايخ وكبار سن وشباب ومدنيين وعسكريين، ويطمئن عليهم، ويسأل عن أحوالهم، ويلبي مطالبهم، ويساعدهم فيما يحتاجون إليه في حياتهم المعيشية من تعليم وصحة وسكن، واستمر على هذا المنوال عندما تولى مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية، وهذا ما جعله يلم بكل كبيرة وصغيرة، وكل ما يحدث في المجتمع من أحداث جنائية واجتماعية وأسرية، ويطلع يومياً كما سبق أن قال - متعه الله بالصحة والعافية - بأنه تُعرض عليه الوقائع اليومية بجميع أنواعها من جميع مناطق المملكة، ويطلع عليها، ويوجه على هذه الوقوعات التوجيه اللازم، بما يضمن - بعد الله - استقرار وأمن كل مواطن ومقيم يقيم على أرض هذا البلد المعطاء. وقد عرف - حفظه الله - من هذه الوقوعات أن هناك نوعاً من التطرف والغلو بدأت تظهر بوادره على بعض الشباب نتيجة لأمور يدخل فيها أكثر من طرف، من سوء تربية وتزمت وتطرف ديني، قد يكون من الوسط الأسري أو المدرسي أو بعض الوعاظ أو بعض الفتاوى التي تصدر من غير المؤهلين للفتوى، أو من معسكرات صيفية للشباب، أو أمور كثيرة جعلت بعض هؤلاء الشباب يتغذى ويتأثر وينساق وراء أفكار هؤلاء الملقنين لهذه الفئة منالشباب؛ إذ إنهم في مرحلة لا يقدرون أن يقيسوا الأمور ويعرفوا عواقبها، خاصة أنها صدرت من أشخاص يعتبرونهم قدوة لهم، وينفذون ما يطلبون منهم. فكم من أرواح قتلت وسجنت، وكم من شخص يُتمت أسرته وأبناؤه؛ لذا تجربة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي جال في أكثر من مدينة من مدن المملكة فتحت باب الحوار على مصراعيه لأفراد المجتمع، خاصة الشباب، فأصبحوا على دراية ومعرفة بالتطرف والغلو والتكفير وتغيرت نظرات البعض منهم، ونبذوا وراء ظهورهم شيئاً اسمه التطرف والغلو بأسلوب الحوار والإقناع، بعد أن دخلوا في حوار مع المختصين في علوم الشريعة وعلوم النفس والاجتماع والخدمة الاجتماعية، وتغيّرت أفكارهم، وأصبحوا يقيسون الأمور بتعقل وإقناع.
اللهم احفظ علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، واكفنا شر الحاقدين والحاسدين في ظل قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، متعه الله بالصحة والعافية.
وأخيراً: (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).
- مندل بن عبدالله القباع