نحن في هذه البلاد في بيئة تحب اللغة العربية ومحبة آدابها وعلينا أن نزرع هذا الحب في نفوس أبنائنا وأسرنا، هذا الحب والاحترام والحرص على استخدامها بالشكل الصحيح.
ولقد أنعم الله على بلادنا بأن جعلنا منبع رسالة الإسلام ومهداً للغة العربية لغة القرآن ووعاء العلوم الإسلامية، فالحفاظ على الفصحى عمل عظيم، والالتزام بقواعدها في جميع الاستعمالات يحمل الاهتمام بلغة القرآن الكريم وصيانتها من مزاحمة اللغات الأجنبية لها، وتمتاز اللغة العربية بدقة في الألفاظ، وسعة في المعاني، وفصاحة في التراكيب لا يظفر بها الباحث في لغة أخرى، ولا غرو فاللغة العربية لغة القرآن والسنة، يتجسد فيها البيان العذب المشرق الجميل، والمعنى الرائع البديع المورق، وتبرز فيها البلاغة والفصاحة وسمّاها القرآن الكريم (اللسان العربي المبين)، ولكم بذل الشعوبيون والمستعمرون وأعداء الإسلام الجهود المتواصلة لمحاربة اللغة العربية، وتنفير الأمة العربية من لغتها، والتأثير عليها، وإيهامها بأن اللغة العربية ليست من اللغات العالمية الحية: ولذا نجد البعض قد انساق وراء هذه الكلمات متأثراً بها، ولقد قيل: (تعلموا العربية وعلموها الناس).
ونحن حينما ندعو دائماً للحفاظ على اللغة العربية والاهتمام بتراثها، فليس معنى ذلك أننا لا نريد أن تساير العصر والعلم، فهي قادرة على استيعاب المصطلحات العلمية الحديثة.