القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان - صافيناز صقر:
أشاد سياسيون ودبلوماسيون مصريون بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الرامية إلى لمِّ شمل العرب، وإزالة العقبات أمام المصالحة بين الأطراف المتخاصمة، واعتبروا أن جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز يواصل تقديم خدماته للأمتين العربية والإسلامية، بما له من رصيد كبير في قلوب العرب والمسلمين.
ورأى السياسيون المصريون في تصريحات إلى «الجزيرة» أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين من إذابة الجليد، ونزع فتيل التوتر بين القاهرة والدوحة، يؤكد حرص الملك عبد الله على توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بالأمة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العرب، وأوضحوا أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمبعوث الخاص لأمير دولة قطر، بحضور المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبد العزيز التويجري، استطاع إزالة الكثير من معوقات عودة العلاقات المصرية - القطرية إلى قوتها، خاصة أن الخلافات تفاقمت بشكل غير مسبوق بين البلدين منذ ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بنظام جماعة الإخوان الإرهابية. وشدَّد السياسيون والدبلوماسيون بمصر على أن المصالحة جاءت تتويجاً لجهود الملك عبد الله التي أطلقها منذ القمة الخليجية الماضية لتحقيق المصالحة بين البلدَيْن.
في البداية، أشاد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تهدف دوماً إلى ما فيه صالح العرب والمسلمين. وأضاف بأن الملك عبد الله لم يتوانَ لحظة في الأخذ بزمام المبادرة في كل ما هو متعلق بلمِّ شمل العرب، وتوحيد كلمتهم. وأكد العرابي أن المصريين يكنون كل الحب والتقدير للملك عبد الله، وسوف يعملون لإنجاح تلك المصالحة.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق بأن مصر كعادتها ترحب بكل مبادرة للصلح مع الأشقاء العرب.
فيما قال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن لقاء السيسي بالمبعوث القطري جاء ضمن الجهود المشكورة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتحويل المبادرة، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للمصالحة بين مصر وقطر، إلى واقع. وتوقع عبد الجواد أن يعقب هذا اللقاء اتصالات مباشرة بين البلدين، وأوضح أن التغيير سيبدأ من خلال تصريحات إيجابية من جانب الدولتين، إلى جانب بعض الزيارات واللقاءات المتبادلة.
في حين ثمَّن اللواء محمود خلف، الخبير العسكري والاستراتيجي، الجهود السعودية الرامية لرأب الصدع بين الأشقاء العرب، وقال إن الملك عبد الله معروف بجهوده في خدمة قضايا الأمة.
وأشار خلف إلى أن اللقاء المصري - القطري بداية لعودة تدريجية للعلاقات بين البلدين. وقال خلف: إن قطر تعهدت لمجلس التعاون الخليجي بدعم المسار المصري وخارطة طريق 30 يونيو، وإن العلاقات الدولية مختلفة عن العلاقات الإنسانية التي قد تفسد أو تعود بين يوم وليلة، بينما العلاقات الدولية تستغرق وقتاً للعودة لطبيعتها عقب الخلاف الحادث. وتوقع خلف أن يكون اللقاء تمهيدًا لزيارات قطرية أخرى، ولخطوات أكثر فاعلية على الأرض.
كما قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لاحتواء الأزمة بين القاهرة والدوحة تأتي في إطار مساعي الرياض للحفاظ على التماسك العربي، وكذلك تماسك مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما في ظل المساندة الإماراتية لمصر.
وأوضح نافعة أن بيان مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد بالدوحة أكد التزام المجلس بدعم خريطة الطريق المصرية، وكذلك دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحاً أنه على مصر أن تسعى للاستجابة لمساعي الرياض للحفاظ على تماسك دول مجلس التعاون الخليجي.
فيما قال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إنه ينظر لبيان الديوان الملكي السعودي وبيان الديوان الأميري القطري على أنهما حلحلة للأزمة المتصاعدة بين القاهرة والدوحة عقب ثوره 30 يونيو. وأوضح خلاف أن البيانات الصادرة عن الرياض والقاهرة والدوحة تمثل أساساً، سيتم البناء عليه خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك عدداً من القضايا سوف يتم إعلان توافق قطري - مصري بشأنها على مدى الأسبوع الجاري، وأن أولى هذه القضايا تتعلق بموعد عودة السفير المصري للدوحة.
مشيراً إلى أن البيانات الصادرة عن القاهرة والرياض والدوحة تكشف عن توافر حسن نوايا لدى مختلف الأطراف.
فيما قال الدكتور محمد سعيد إدريس، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمبعوث الخاص لأمير قطر تطوُّر طبيعي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، وأشار إلى أن سعي الخليج إلى إتمام التقارب بين مصر وقطر هو من وعي دول الخليج، خاصة السعودية، بمخاطر الإرهاب في المنطقة، ولاسيما في العراق وسوريا.
فيما علق اللواء محمود منصور، الخبير الأمني المصري وأحد مؤسسي المخابرات القطرية، على المصالحة المصرية - القطرية، قائلاً: إن الفترة المقبلة ستشهد فيها العلاقات المصرية - القطرية تطوراً كبيراً. متوقعاً أن يجري أمير قطر أو الرئيس السيسي زيارة للقاهرة أو للدوحة لوضع أساس للعلاقات المصرية - القطرية. وأضاف منصور بأن أهم المجالات التي ستشهد حواراً بين القاهرة والدوحة هي المجال الأمني وتبادل المعلومات والمجال الاقتصادي لتحقيق التنمية في البلدان العربية. مشيراً إلى أن المجال العسكري سيكون حاضراً في العلاقات المصرية - القطرية.
وقال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر، إنه يثمن عالياً مبادرة خادم الحرمين للمصالحة ورأب الصدع العربي، موضحاً أن المصالحة بين مصر وقطر خطوة مهمة، كان لا بد منها، ومطالباً بأن تكون المصالحة حقيقية وقائمة على احترام الشأن الداخلي لكلا البلدين.
فيما أثنى السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على جهود خادم الحرمين الشريفين في رأب الصدع العربي. وأوضح هريدي أن هناك أنباء عن عقد لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر، وإذا حدث ذلك فسيتطلب أولاً جلسات اجتماع بين مسؤولين مصريين وقطريين لترتيب هذا اللقاء؛ حتى يتم بنجاح. وأضاف هريدي بأن الرد المصري على مبادرة خادم الحرمين منذ البداية كان تأكيد القاهرة أنها تعمل مع الدول العربية من أجل المصالحة العربية.