الجزيرة - المحليات:
أشاد اتحاد الحقوقيين العرب بالنقلة النوعية والمتقدمة للقضاء في المملكة العربية السعودية من خلال التشريعات والإجراءات التقنية والتدريب, منوهين بدعم المملكة لحوار الحضارات والثقافات والأديان من خلال عمل مؤسسي وبذل الجهود الكبيرة لمحاربة الإرهاب واستنفار الجهود العالمية لمحاربة هذه الآفة. جاء ذلك خلال اختتام الاجتماع السادس والثلاثين للمكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب بالأردن حيث صدرت عن الاجتماع العديد من المقررات. ورعى الاجتماع رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور عبدالله النسور وبحضور أكثر من 250 شخصية من النخب الفكرية والحقوقية والقضائية والسياسية.
وأوضح رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور خلال افتتاحه للحفل أن الخاسر الأكبر من موجة الإرهاب التي نعيشها هو الإسلام, الذي أصبحت صورته مقرونة بالوحشية وقتل الأطفال والإفساد, مبيناً أن من نتائج آفة الإرهاب الذي يجتاح أمتنا العربية هو تشتيت الانتباه عما يجري في فلسطين وما يتعرض له شعبها والمسجد الأقصى من انتهاكات. وأشاد رئيس الوزراء الأردني بالدور البارز لاتحاد الحقوقيين العرب في العمل على توحيد وتحديث القوانين والتشريعات في الدول العربية وبمواقف الاتحاد في تعزيز العمل العربي المشترك.
ويمثل الاتحاد ملتقى نخبويا للحقوقيين العرب يلتقون من خلاله لمناقشة العديد من القضايا التي تهم الشأن الحقوقي على المستوى العربي والعالمي وصدر عن مقررات هذا الاتحاد العديد من المبادرات القوية والجريئة والمحايدة حيث يتمتع بالاستقلال والحياد والبعد عن تأثير أي جهة سياسية أو فكرية على أعضائه والذي يمثلون من جانب آخر نخباً قيادية في الدول العربية من بينهم رؤساء وزراء سابقون.
وأخذ الاتحاد على عاتقه التصدي لكافة الأحداث التي تقع على الساحة العربية خصوصاً والعالمية عموماً من وجهة النظر الحقوقية في أبعادها الدستورية والقانونية والأخلاقية.
والاتحاد يتابع كل ما من شأنه القيام بدوره الحقوقي والإنساني وجمع الحشد العربي من خلال أعضاء يمثلون نخباً متميزة ذات حضور على المستوى العربي والعالمي، ويحرص الاتحاد أن يكون له قدم صدق مؤثرة على الخارطة العربية والعالمية من منطلق القيم الرفيعة التي انطلقت منها فكرة إنشائه ليشكل عنصراً مهماً ورقماً أهم في الأطروحات الحقوقية بغية الرقي بالمستوى اللائق بقيمها في مجتمعنا العربي بخاصة والعالمي بعامة.
ومن خلال مقررات هذا الاتحاد تتضح من خلاله العزيمة العربية بشرف أخلاقياتها العالية لتُكَوّن بتكييفها المستقل والمحايد رؤية عربية تعطي رسالة للجميع بأنها تشكل محضناً لكل القضايا الحقوقية التي يعنى بها الاتحاد ويصدر على ضوئها قرارات بكل أمانة وإخلاص من خلال رصد خبرائه المستمر ليتدارس الجميع في كل دور انعقاد حصاد المتابعة والتحليل ونتيجتها هي مُخْرجه الحقوقي.
ولبعض الحقوقيين والمحامين الخليجيين حضور في الاتحاد وقد ألقى عضو الاتحاد من المملكة العربية السعودية المحامي والمحكم الدولي كاتب الشمري كلمة في زملائه أعضاء الاتحاد من بين الكلمات العديدة التي ألقيت، أوضح فيها: أن خطر الإرهاب لم يعد يقتصر على بعض الأفراد أو الجماعات فحسب, بل أصبح يتجاوز أبعد من ذلك, حيث بات يهدد جميع الدول, ولم يعد مشكلة آنية يمكن علاجها بوسائل معينة وفي وقت وجيز بقدر ما أصبح فكرة متأصلة ومتجذرة في نفوس الكثيرين من أتباع جميع الديانات على مستوى العالم.
وبين المحامي والمحكم الدولي الشمري أهم العوامل التي ساهمت في نشر ثقافة الإرهاب, وأدت إلى توغله في أوساط الشباب العربي والمسلمين عموماً, ومن هذه العوامل الفهم الخاطئ لتعاليم الأديان السماوية, والجهل بالأديان المنتشرة بين الناس على مستوى العالم, والتحمس الزائد عند بعض أتباع الديانات, وتأثير وسائل الإعلام, وتجاهل المجتمع الدولي للجرائم التي قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح الشمري للحضور دور المملكة الكبير في محاربة الإرهاب من خلال الدعوات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز _يحفظه الله _ والذي كان أول من نادى العالم كله بضرورة التعامل مع الإرهاب بحذر شديد, ومن أبرز إسهامات المملكة في محاربة الإرهاب دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والحضارات, وكذلك دعمه السخي _حفظه الله _ للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب, واهتمامه الواسع بأنشطته, ومد يد المملكة لكل الدول والمنظمات التي تتبنى سياسة محاربة الإرهاب, وجعل هذا الأمر من أولويات المملكة.
كما نبه خادم الحرمين الشريفين _ أيده الله _ إلى وجود إرهاب لا يتلفت البعض إليه, وهو إرهاب الدول التي تسعى مع الأيام والسنين إلى خلق فكرة الإرهاب لدى الجماعات المتشددة, وقيامه حفظه الله ببذل كل عنايته وجهده في رعاية أي مبادرة من الممكن أن تقوم بمحاربة الإرهاب.
وقال المحامي الشمري إن إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والتأهيل أحدث دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب, حيث قام المركز على أساس استقبال كل الشباب الذين خرجوا عن المسار الصحيح, واتبعوا منهج القتل والتكفير, وساهم هذا المركز باستعادة عدد من المعتقلين السعوديين في جوانتانامو, ولا يقف دوره عند هذا الحد, بل يستقطب كل الخارجين عن الشريعة انتهى.
هذا وقد اطلع الاتحاد على التقارير المقدمة على طاولة أعماله من خلال رصده ومتابعته ووثائق مقرراته حيث نوه ضمن مقررات نتائج دور انعقاده بالنقلات النوعية المتقدمة التي لمسها الاتحاد للقضاء السعودي تشريعياً وإجرائياً وتقنياً وتدريبياً واعتبرها تستحق الإشادة والتقدير، كما نوه من جانب آخر بدور المملكة في محاربة الإرهاب وبدعوتها لحوار الحضارات والثقافات والأديان.
وجرت العادة على أن تستضيف أي من الدول العربية دور انعقاد الاتحاد متى تولدت القناعة لدى الاتحاد بقبول الاستضافة، وعادة ما يفتتح دور انعقاده السنوي شخصية كبرى على مستوى الوطن العربي عند الاستضافة.
والاتحاد بعيد كل البعد عن الاصطفاف لذات الاصطفاف لأي قضية كانت ما لم تكن حيادية وعدالة الاتحاد تتطلب الوقوف بجانب هذه القضية.
ومن خلال تاريخ الاتحاد الطويل لم يكن يوماً مجيراً لأي توجه سوى توجه العدالة والإنصاف وهو ما أعطى مؤتمره السنوي ومقرراته المصداقية والتأثير، يدعم ذلك أن أعضاء الاتحاد لا يميلون لأي توجه من شأنه أن يكون ضاغطاً أو مغرياً، ولهم كامل الحرية في تقديم رؤيتهم لكن اتخاذ القرار تحكمه إجراءات أخرى غير الرؤية الفردية أو أحادية الجانب، وللاتحاد من جانب آخر حضور أممي عن طريق المراقبة والتواصل الأمثل بما يخدم الحقوق العادلة ويعزز من سيادة القانون بعيداً عن ازدواجية المعايير وهضم الحقوق أو مشايعة دولة على دولة أو عرق أو دين أو مذهب أو حتى سياسة أو فلسفة أو فكر، ويضم الاتحاد طيفاً حقوقياً يختزن أعضاؤه خبرة ومراساً حقوقياً وسياسياً وفكرياً متعمقاً يجب أن تكون أطروحاته محترمة للآراء ووجهات النظر ولا تملي رؤية معينة لكنها بين يدي الجميع للأخذ بها أو رفضها.